الدينية فتظل على يديه خلافة دينية بعد أوانها . وما لم يكن في مقدوره لم يكن في مقدور غيره ، وانه لإنصاف قليل أن نعرف له هذه المعاذير الصادقة ، وهو الذي باء وحده بتلك النقائض والأعباء . .. وقد نقدت سياسة علي لفوات الخلافة منه قبل البيعة . كما نقدت سياسته لفوات الخلافة منه بعد البيعة ، وأحصى عليه بعض المؤرخين انه تأخر نيفاً وعشرين سنة .. فلم يخلف النبي ، ولم يخلف أبا بكر ، ولم يخلف عمرو .. كأنه كان مستطيعاً أن يخلف أحداً منهم بعمل من جهده وسعي من تدبيره ، فأعياه السعي والتدبير ومقطع الفصل في هذا أن ترجع الى العوائق التي حالت بينه وبين الخلافة قبل وصولها اليه ، لنعلم منها العائق الذي كان في أيدي الحوادث والعائق الذي كان في يديه ، أو كانت له قدرة معقولة عليه
فمما لا شك فيه ان الامام أنكر اجحافاً أصابه في تخطيه بالبيعة الى غيره بعد وفاة ابن عمه صلوات الله عليه ، وانه كان يرى ان قرابته من النبي مزية ترشحه الخلافة بعده لأنها فرع من النبوة على اعتقاده ، وهم شجرة النبوة ومحط الرسالة ، كما قال ... ومما لا شك فيه ، ان شعوره هذا طبيعي في النفس الانسانية كيفما
<-124-
— ١٤٨ —