أن يُطالب بدفع شيء لا سبيل الى دفعه ، وأن يُحاسب على مصير وهي منتهية لا محالة إلى ما انتهت اليه ... الخلافة و من الجور الشديد ، أن يلقى عليه اللوم لأنه باء بشهادة الخلافة ، ولا بد لها من شهيد .. وقد تجمعت له أعباء النقائض والمفارقات التي نشأت من قبله ، ولم يكد يسلم منها خليفة من الخلفاء بعد النبي صلوات الله عليه .. أحس بها الصديق، فمات وهو ينحي على الصحابة ويحذرهم بوادر الترف الذي استناموا اليه .. وأحس بها الفاروق وأثقلت كاهله ، وهو الكاهل الضليع بأفدح الأعباء .. فضاق ذرعاً بالحياة ، وطفق يقول في سنة وفاته: «اللهم كبرت سني وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك . وأحس بها عثمان، فما فارق الدنيا حتى ترك الخلافة والملك عسكرين متناجزين ، لا يرجع أحدهما الا بالغلبة على نده وضده. وكتب لعلى بعد ذلك أن يتلقى الدولة الاسلامية بين هذين العسكرين ، فلا في مقدوره ره أن يجمعها الى عسكر واحد ، ولا في مقدوره أن يختار منهما عسكر الملك ، ولا أن يختار عسكر الخلافة
-\{Y-
— ١٤٧ —