يكون المخرج بين سياسة الملك ، كما يطلبها العصر ، وسياسة الخلافة كما تطلبها البقية الباقية من آداب الفترة النبوية ؟ أيسوس الامام دولته ملكاً دنيوياً أم يسوسها خليفة نبوة ؟ أيفرق الأموال على رءوس القوم وقادة الجند وطلاب الترف أم يلزمهم عيشة النسك والشظف والجهاد ؟ واذا حرمهم وتألبوا عليه خصمه ، أفهو الغالب إذن بمطالب مع العصر ومقتضياته ودواعيه أم هم الغالبون ؟ واذا أعطاهم ليبذخوا بذخ الملك الدنيوي وهو وحده بينهم الناسك المجتهد على سنة النبوة ، أفيستقيم له هذا الدور العجيب وهو في جوهره متناقض لا يستقيم ؟ .. فالسياسة التي اتبعها الامام هي السياسة التي كانت مقيضة له مفتوحة بين يديه ، وهي السياسة التي لم يكن له محيد عنها ، ولم يكن له أمل في النجاح ان حاد عنها الى غيرها ... سواء عليه اتفق جنده بضربة من الضربات القاضية أم لم يتفقوا على دأبهم الذي رأيناه ، وسواء لان لطلاب الدولة الدنيوية أم صمد على سنّة النبوة والخلافة النبوية .
ومهما يكن من حكم الناقدين في سياسة الامام ، فمن الجور الشديد
-117-
— ١٤٦ —