انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/144

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وأراحوا أنفسهم من عناء طويل ، ونريد بها عدة البطش العاجل والمباغتة الحاسمة كلما تأشبت العقد وتعسرت الحيلة ووجب الخلاص السريع ... فقد علمنا مثلاً ان الأشعث بن قيس كان يعترض الامام في كل خطوة من خطوات النصر ، ويثقل عليه باللجاجة والعنت في مواقف مكربة تضيق بها الصدور ولم يكن الأشعث بن قيس بالوحيد في هذا الباب ، بل كان له شركاء من الخوارج وغير الخوارج، يظهرون بالعنت في غير موضعه ويذهبون به وراء حده، وربما بلغوا من الضرر في معسكر الامام فوق مبلغ الأشعث بن قيس ، على عظم الفارق بين سلطانهم وسلطانه . ألا يخطر على البال هنا ، ان ضربة من الضربات القاضية كانت تنجع في هذا العنت المكرب حيث لا تنجع العقوبة الشرعية أو الأحاييل السياسية ؟ .. ماذا لو أن الامام جرد سيفه بين أولئك المشاغبين ، واطاح برأس الأشعث بن قيس قبل ان يفيق احد إلى نفسه، ثم ولى على الفور من يقوم مقامه في رآسة قومه ويكفل لهم الطاعة بينهم لأمره ؟.. أكان بعيداً أن تفعل الرهبة فعلها ، فيسكن المشاغب ، ويهاب المتطاول ، ويجتمع المتفرق ، ويقل الخلاف بعد ذلك على الامام وعلى الرؤساء عامة ؟ لم يكن ذلك ببعيد . -111-

d

— ١٤٤ —