بل هو قسط كاف لمهمة الحكم في الدولة الدنيوية ، لو تولاها بعد استقرارها والفراغ من مكائد تأسيسها .. كما جاء عمر بن عبد العزيز في صلاحه وتقواه بعد الملوك الأولين من بني أمية . ولكنه قسط من الرأي لا يسلك صاحبه بين اساطين الدهاة الذين يكيدون بالرأي وبالعمل النافذ على السواء . .. ونعود بعد هذا ، فنقول انه لم يخسر كثيراً بما فاته من الدهاء ولم يكن ليربح كثيراً لو استوفى منه أو فى نصيب، لأنه لا يدمن ملك أو خلافة .. ولن يكون ملكا بادوات خليفة ، ولا خليفة بأدوات ملك ، ولن تبلغ به الحيلة أن يحارب رجلاً يريد العصر والعصر يريده ، لأنه عصر ملك تهيأت له الدواعي الاجتماعية ، وتهيأت له الرجل بخلائقه ونياته ومعاونة أمثاله .
ولم يكن معاوية زاهدا في الخلافة على عهد ابي بكر او عمر او عثمان ، ولكن الخلافة كانت زاهدة فيه . فلما جاء عصر الملك ، طلب الملك والملك يطلبه .
وقديماً قال أبوه للعباس عم النبي ، وقد رأى جيش المسلمين في فتح
— ١٤٢ —