انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بعدك مرجع يرجعون اليه ، فأبعث اليهم رجلاً مجرباً .. فإن أظهر الله فذاك ما تحب ، وان تكن الأخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين )

ومن وصفه للرجال وأساليب تناولهم ، قوله لابن عباس وقد أرسله إلى طلحة والزبير : « لا تلقين طلحة ، فانك ان تلقه تلفه كالثور عاقصاً أي لاويا - قرنه يركب الصعب ويقول هو الذلول ، ولكن الق الزبير فانه ألين عريكة فقل له : ( يقول لك ابن خالك عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق .. فما عدا مما بدا ؟ » ومن حزمه انه كان يبث عيونه وجواسيسه في الشرق والغرب ليطلعوه على أخبار أعوانه وأعدائه ، وانه كان اذا وجبت الحرب بادر بالخروج ولم يأته التردد والابطاء بعد ذلك إلا من خلاف جنده. و من معرفته للجماهير انه وصفهم أوجز وصف حين قال انهم أتباع كل ناعق ، وانهم هم الذين اذا اجتمعوا ضروا واذا تفرقوا نفعوا » ... لأنهم اذا تفرقوا رجع أصحاب المهن الى مهنهم فانتفع بهم الناس ... فهذا قسط من الرأي الصائب ، كاف لمهمة الحكم لو تصدى به الامام للخلافة .. والعصر عصر خلافة وليس بعصر دولة دنيوية مضطربة في دور تأسيسها وتلفيق أجزائها .

-111-

— ١٤١ —