المعترف له باقامة الحدود . وطالبوه به ولم يعرفوا من القتلة ومن هو الذي يؤخذ بدم عثمان من القبائل أو الأفراد .. واعنتوه بهذا الطلب لأنهم علموا انه لا يستطاع قبل أن تثوب السكينة الى عاصمة الدولة ، وأعفوا أنفسهم منه - وهم ولاة الدم كما يقولون - يوم قبضوا على عنان الحكم وثابت السكينة إلى جميع الأمصار .
وقد تحدث الامام مرة في أمر القود من قتلة عثمان ، فاذا بجيش يبلغ عشرة آلاف يشرعون الرماح ويجهرون بأنهم كلهم قتلة عثمان » فمن شاء القود فليأخذه منهم أجمعين . وكان الامام يقول لمن طلبوا منه اقامة الحدود : « إني لست أجهل ما تعلمون ، ولكني كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا تملكهم، ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم وثابت اليهم أعرابكم ، وهم بينكم يسومونكم ما شاءوا ، فهل ترون موضعاً لقدرة على شيء مما تريدون ؟. » و من قوله لهم : ( .. أن هذا الأمر أمر جاهلية ، وان لهؤلاء القوم مادة ، وان الناس من هذا الأمر الذي تطلبون على أمور : فرقة ترى ما ترون، وفرقة ترى ما لا ترون ، وفرقة لا ترى هذا ولا هذا حتى تهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها، وتؤخذ الحقوق فاهده وا عني ، وانظروا
٠١٣-
— ١٣٣ —