فتعاظم شك الامام وأصحابه، وكثر المشيرون عليه بعزل قيس واستقدامه الى المدينة .. فعزله واستقدمه ، وتبين بعد ذلك انه أشار بالرأي الصواب ، وان ترك المتخلفين عن البيعة في عزلتهم خير من التعجيل بحربهم لأنهم هزموا محمداً بن أبي بكر والي مصر الجديد، وجرء وا عليه من كان يصانعه ويواليه . غلطة لا ريب فيها . وان كان جائزاً مع هذا الا يهزموا قيساً ، لو كان حاربهم كما هزموا خلفه الذي لا يعدله في الحزم والخبرة . ولكننا نبالغ على كل حال ، اذا علقنا بها الجرائر التي أصابت الامام من بعدها ، وزعمنا انه تقاعد عن اصلاحها في حينها ، كما تصلح الغلطات التي يساق اليها الساسة .. فانما هي غلطة من تلكم الغلطات التي تضير والحوادث مولية .. وقلما تضير أو تعز على الاصلاح والحوادث مؤاتية . وقد عرف الامام خطأه فقال لصحبه : ( ان مصر لا يصلح لها الا أحد رجلين هذا الذي عزلناه والأشتر ، وأنفذ الأشتر الى مصر ليعيدها إلى طاعته فمات في الطريق ..
والأقوال في موت الأشتر هذه الميتة الباغتة كثيرة ، منها انه مات
- ١٣١ -
— ١٣١ —