انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يحاربوه وهو في سبعة نفر لا يحمونه من بطشهم ، فحسبوه حين أجازوه من العثمانية الهاربين الى مصر من دولة علي في الحجاز ولما بايع المصريون عليا على يديه، بقي العثمانيون لا يبايعون ولا يثورون ، وقالوا له : ( أمهلنا حتى يتبين لنا الأمر ، فأمهلهم وتركهم وادعين حيث طاب لهم المقام بجوار الاسكندرية .

ثم أغراه معاوية بمناصرته والخروج على الامام ، فكتب اليه كلاماً لا الى الرفض ولا الى القبول ، ويصح لمن سمع بهذا الكلام أن يحسبه مراوغاً لمعاوية أو يحسبه مترقباً لساعة الفصل بين الخصمين .. اذ كان ختام كتابه اليه : ( ... أما متابعتك فانظر فيها ، وليس هذا مما يسرع اليه وانا كاف عنك فلا يأتيك شيء من قبلي تكرهــــه ، حتى نری وتری ) ثم اشتد في وعيده حين أنذره معاوية فقال : ( أما قولك اني مالي عليك مصر خيلا ورجلاً ، فوالله ان لم أشغلك بنفسك حتى تكون نفسك أهم اليك إنك لذو جد والسلام ... وأراد الامام أن يستيقن من الخصومة بين قيس ومعاوية ، فأمر قيسا أن يحارب المتخلفين عن البيعة .. فلم يفعل وكتب اليه : .... متى قاتلنا ساعدوا عليك عدوك ، وهم الآن معتزلون والرأي تركهم )

- ١٣٠ -

— ١٣٠ —