رأيه الذي ارتضاه . فالرأي الأول أن يوليها العراق واليمن أو البصرة والكوفة ، وكان عبد الله بن عباس على هذا الرأي فأنكره الامام لأن ( العراقين بها الرجال والأموال ، ومتى تملكا رقاب الناس يستعملان السفيه بالطمع ويضربان الضعيف بالبلاء ، ويقويان على القوي بالسلطان . ثم ينقلبان عليه أقوى مما كانا بغير ولاية ، وقد استفادا من اقامة الامام لهما في الولاية تزكية يلزمانه بها الحجة، ويثيران بها أنصاره عليه .
والرأي الثاني أن يوقع بينهما ليفترقا ولا يتفقا على عمل ، وهو لا ينجح في الوقيعة بينهما إلا بأعطاء أحدهما وحرمان الآخر .. فمن أعطاه لا يضمن انقلابه مع الغرة السانحة : ، ومن حرمه لا يأمن أن يهرب الى الاثرة كما هرب غيره ، فيذهب الى الشام ليساوم معاوية ، أو يبقى في المدينة على ضغينة مستورة .. على انهما لم يكونا قط متفقين حتى في مسيرهما من مكة الى البصرة ، فوقع الخلاف في عسكر هما على من يصلي بالناس ، ولولا سعي السيدة عائشة بالتوفيق بين المختلفين لافترقا من الطريق خصمين متنافسين . ولم تطل المحنة بهما متفقين أو مختلفين ، فانهزما بعد أيام قليلة ، وخرج الامام من حربهما أقوى وأمنع مما كان قبل هذه الفتنة ،
- ١٢٧ -
— ١٢٧ —