انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يوماً من الأيام لضياع الولاية . وما كان مثل معاوية بالذي يفوته الخطر من عزله بعد استقرار الأمور، ولو على احتمال بعيد .. فماذا تراه صانعاً اذا هو عزل بعد عام من مبايعته لعلي وتبرئته إياه من دم عثمان ؟ انما كان مقتل عثمان فرصة لغرض لا يقبل الإرجاء .. واذا كان هذا موقف علي ومعاوية عند مقتل عثمان ، فماذا كان علي مستفيداً من اقراره في عمله وتعريض نفسه لغضب أنصاره .. لقد كان معاوية أحرى أن يستفيد بهذا من علي ، لأنه كان يغنم به حسن الشهادة له وتزكية عمله في الولاية ، وكان يغنم به أن يفسد الأمر على علي بين أنصاره ، فتعلو حجته من حيث تسقط حجة الامام .. وأصدق ما يقال بعد عرض الموقف على هذا الوجه من ناحيتيه ان صواب الامام في مسألة معاوية كان أرجح من صواب مخالفيه .. فان لم تؤمن بهذا على التقدير والترجيح ، فأقل ما يقال ان الصواب عنده وعندهم سواء والتقدير في مسألة طلحة والزبير أيسر من التقدير في مسألة معاوية وولاة عثمان على الأمصار : لأن الرأي الذي عمل به الامام معروف، والآراء التي تخالفه لا تعدو واحداً من ثلاثة ، كلها أغمض عاقبة ، واقل سلامة ، وأضعف ضماناً من

- ١٢٦ -

— ١٢٦ —