السيف يا قوم ! ) ..
تلك آراء المشيرين من ذوي الحنكة ، وذلك ما عمل به الامام وارتضاه .. فأيهما على خطا وأيهما على صواب ؟ سبيل العلم بذلك أن نعلم أولاً : هل كان الامام مستطيعاً أن يقر معاوية في عمله بالشام ؟ .. وان تعلم بعد هذا : هل كان اقراره أدنى الى السلامة والوفاق لو أنه استطيع ؟ . وعندنا ان الامام لم يكن مستطيعاً أن يقر معاوية في عمله لسببين : أولهما انه أشار على عثمان بعزله أكثر من مرة ، وكان اقراره واقرار أمثاله من الولاة المستغلين أهم المآخذ على حكومة عثمان في رأي على وذوي الصلاح والاستقامة بين الصحابة ، وكثيراً ما اعتذر عثمان من اقرار معاوية بأنه من ولاة عمر بن الخطاب .. فكان علي لا يقبل هذا العذر ولا يزال يقول له : « انه كان أخوف لعمر بن الخطاب من غلامه يرفا » .. ولكنه بعد موت عمر لا يخاف ) . فاذا أقره وقد ولي الخلافة ، فكيف يقع هذا الاقرار عند أشياعه ؟ ألا يقولون انه طالب حكم لا يعنيه اذا وصل الى بغيته ما كان يقول
وما سيقوله الناس ؟
— ١٢٤ —