فان لم يكن خلاف وكان جزم قاطع .. فهو على ما نعتقد أقرب الى رأي علي وأبعد من آراء مخالفيه وناقديه قيل في مسألة معاوية ان عليا رضي الله عنه خالف فيها رأي المغيرة و ابن عباس وزياد بن حنظلة التميمي، وهم جميعاً من المشهورين بالحنكة وحسن التدبير . جاءه المغيرة بن شعبة بعد مبايعته فقال له : « ان لك حق الطاعة والنصيحة ، وان الرأي اليوم تحرز به ما في غد ، وان الضياع اليوم تضيع به ما في غد . أقرر معاوية على عمله ، وأقرر العمال على أعمالهم، حتى اذا أتتك طاعتهم وبيعة الجنود استبدلت أو تركت » فأبى وقال : ( لا أداهن في ديني ، ولا أعطي الدنية في أمري ) قال المغيرة : ( فان كنت أبيت علي فانزع من شئت واترك معاوية فان في معاوية جرأة، وهو في أهل الشام يستمع له ولك حجة في اثباته .. إذ كان عمر قد ولاه الشام ... فقال علي : ( لا والله .. لا أستعمل معاوية يومين )
ثم خرج المغيرة ودخل عليه ابن عباس فقال له ، لما علم برأي المغيرة :
انه نصحك ...
— ١٢٢ —