انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سيرة تلامس النفس الانسانية في شتى نواحيها : تلامسها من ناحية العقيدة كما تلامسها من ناحية العاطفة ، ومن ناحية الفكر كناحية الخيال ومن ناحية التمرد كناحية الولاء . فاذا اتبعت السيرة بالخاتمة ، فأي خيط من خيوط تلك الشبكة الانسانية التي تنسجها القرائح لاقتناص الشعور وتقريب الخيال تفقده في هذه الخاتمة الفاجعة ؟ أي باعث من بواعث القصص الدامية بأحاسيسها ولو اعجها لا يرتعد هنا ارتعاداً في كل فصل من فصولها ومشهد من . مشاهدها ؟ يأس الكريم المغلوب وجرأة المحتال الغالب ، وغرام المتهوس المجنون، وأريحية القتيل الموصي بمن اعتدى عليه ، وحقد المرأة وخداع الجمال، وزيغ العقيدة ، واستواء الايمان ، وفنون لا تحصى تجتمع من الشعور الموار واللهفة الدائمة في خاتمة حياة تسع ألف حياة . وهذه مزية علي بين خلفاء الاسلام قاطبة . ينفرد بها لأنه انفرد بمثال من النفوس ومثال من العوارض الفردية والاجتماعية تؤلفه المصادفات في الأجيال الطوال، ولا تحسن أن تؤلفه بمشيئتها في كل جيل . تلك حياة حي .. وذلك مصرع شهيد .

-11y-

— ١١٧ —