انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بحافز ثالث لعله يمضي حين ينبو هذان الحافزان الماضيان ، . هو حافز من الغرام الظامي، لا يرويه إلا دم ذلك الشهيد الكريم . فان المرء قد ينيم ثائرة الحقد ، وقد يماري نفسه فيا تفرضه العقيدة ... ولكنه اذا كان عاشقاً مخبولا يستنجزه الوعد معشوق مسلّط عليه، فهو مأسور زمامه في يدي غيره ، وليس في يديه .

وكان ابن ملجم يحب فتاة من تيم الرباب، قتل أبوها وأخوها وبعض أقربائها في معركة الخوارج. وكانت توصف بالجمال الفائق والشكيمة القوية ، وتدين بمذهب قومها فوق ما في جوانحها من لوعة الحزن على ذويها ، فلما خطبها ابن ملجم لم ترض به زوجاً الا أن يشفي لوعتها . قال : ( وما يشفيك ؟ ، قالت : « ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة ، وقتل علي بن أبي طالب » قال : ( أما قتل على فلا أراك ذكرته لي وأنت تريدينني ... فاذا أصبت شفيت نفسك ونفسي بل التمس غرته قالت : ويهناك العيش معي ، وان قتلت فما عند الله خير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها ... وخرج الثلاثة متواعدين الى ليلة واحدة ، يقتل كل منهم صاحبه في - 11 - .. ذلك الموعد

1

— ١١٤ —