انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وبقيت في كنانة الاقدار مصادفة من هذه المصادفات التي يخيل اليك وأنت تتعقبها ، أنها تجمعت منذ الأبد ليبوه علي بنقائض الموقف كله ، ويظفر خصومه بتوفيقات الموقف كله .. فشاءت هذه المصادفة الأخيرة أن يتفق ثلاثة على قتل ثلاثة ، فيذهب هو وحده ضحية هذه المكيدة العاجلة ، ويفلت زميلاه فيها : معاوية ، وعمرو بن العاص . اجتمع عبد الرحمن بن ملجم والبرك عبدالله وعمرو بن بكر التميمي، وهم من غلاة الخوارج الموتورين ، فتذاكروا القتلى من رفاقهم ، وتذاكروا القتلى من المسلمين عامة ، وألقوا وزر هذه الدماء كلها على ثلاثة من الكفار - أو أئمة الضلالة في رأيهم - وهم : علي بن أبي طالب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص . فقال ابن ملجم : ( أنا أكفيكم علي بن أبي طالب . t وقال البرك : ( أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان . t وقال عمرو بن بكر : ( أنا أكفيكم عمرو بن العاص » وإن ضغينة الثار الحافز أي حافز ... وان تهوس العقيدة المثير أي مثير . وكان للمتآمرين الثلاثة قسط واف من هذين الحافزين ، يغني عن مزيد من التحريض على القتل والانتقام . ولكن المصادفة العجيبة هي التي شاءت أن تشحذ عزيمة ابن ملجم

عبقرية الامام علي (٨)

— ١١٣ —