انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/111

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

' فعلم الخوارج أن صاحبهم ليس بند لعلي في مجال نقاش ، فكفوه عن الكلام كانهم آمنوا بصدق علي في حجته وقصده ، لولا انهم قوم قهرتهم لجاجة العناد كما تقهر أمثالهم من المتهوسين الذين يجدون في المضي مع العناد لذة يستمرثونها من الحق والمعرفة.. فمردوا على الشقاق ، وأصروا على تكفير علي وأصحابه، وأن يعاملوهم في الحرب والسلم معاملة الكفار ..

واستبقى علي بعد هذا كله بقية للسلم والمراجعة .. فرفع في الساحة راية ضم اليها ألفي رجل ونادى : ( من التجأ الى هذه الراية فهو آمن » . ثم قال لأصحابه : ( لا تبدء وهم بالقتال حتى يبدءوكم ، فصاح الخوارج صيحتهم : ( لا حكم إلا الله وان كره المشركون ، وهجموا هجمة رجل واحد .. وتلقاهم علي واصحابه لقاء من نفذ صبره ووغر صدره . فما هي الاساعة حتى قتل معظم الخوارج ، وبقي منهم نحو أربعمائة أصيبوا بجراح وعجزوا عن القتال، فأمر بهم علي فحملوا إلى عشائرهم لينظروا من فيه رمق فيدركوه بعلاج . وأراد المسير إلى الشام ليلقى بها جيش معاوية ...

فتصدى له الأشعث بن قيس مرة أخرى ، كما تصدى له في كل فرصة

— ١١١ —