صاحبه ، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه ، وأثبت صاحبي معاوية ، فانه ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه ، والطالب بدمه واحق الناس بمقامه ». فغضب أبو موسى ، وصاح به : ( مالك لا وفقك الله غـــــــرت وفجرت ، انما مثلك مثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ... فابتسم عمرو ، وهو يقول : ( انما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا ... كلب وحمار فيها حكما به على نفسيهما غاضبين ، وهما يقضيان على العالم باسره ليرضى بما قضياه . وانتهت الماساة بهذه المهزلة ، أو انتهت المهزلة بهذه المأساة وبان أن اجتماع الحكمين لم يفض إلى اتفاق بين الحكمين ، فعــــــاد الخلاف إلى ما كان عليه . إلا أنه استشرى واحتدم بعد قصة الحكمين بما زاد عليه من فتنة الخوارج المنكرين للتحكيم . فقد أجمعوا وأبرموا فيما بينهم " .. ان هذين الحكمين قد حكما بغير ما أنزل الله ، وقد كفر اخواننا حين رضوا بهما ، وحكموا الرجال في دينهم ونحن على الشخوص من بين أظهرهم ، وقد أصبحنا والحمد لله ونحن على الحق من بين هذا الخلق » -1.1-
1
— ١٠٨ —