علي منفعة مؤجلة ومكافأة موعودة . فانما النية الخبيثة ظاهرة وان استرت العلة ، وأيا كانت العلة الخفية فقد صنع الرجل غاية ما استطاع لتغليب حزب معاوية وخذلان الحزب الذي هو فيه. قال علي يصف قسمته من الأنصار ، وقسمته من النوازل والعثرات : لو أحبني جبل لتهافت » . وقال يصف أنصاره : أيها الناس المجتمعة أبدانهم ، المختلفة أهواؤهم ، كلامكم يوهي الصم الصلاب ، وفعلكم يطمع فيكم الأعداء . ما عزت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم أعاليل بأضاليل دفاع ذي الدين المطول . اي دار بعد داركم تمنعون ؟ ومع أي إمام بعدي تقاتلون ؟ المغرور والله من غررتموه، ومن فاز بكم فقد فاز والله بالسهم الأخيب ، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل ! . (1) اصبحت والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم ، ولا أوعد العدو بكم ، ما بالكم ؟. ما دواؤكم .؟ ما طبكم .؟ القوم رجال أمثالكم ، أقولاً بغير علم ؟. . وغفلة من غير ورع ؟. وطمعاً في غير حق ؟. )
رهي صيحة لا تصف الا بعض ما يعانيه من حيرة ، لا مخرج له منها - الافوق هو السهم المكسور في موضع الوتر ، والفاصل العاوي من النصل .
-11-
— ١٠٤ —