ثم زحف علي رضي الله عنه إلى صفين ، فكان الأشعث أول المندفعين الى القتال حين سد أهل الشام طريق الماء ، وجاء عليا يقول : ( يا أمير المؤمنين ! أيمنعنا القوم الماء وأنت فينا ومعنا سيوفنا ؟. ولني الزحف اليه . فوالله لا أرجع أو أموت ) . ولكنه عاد إلى المسالمة ، بعد إن وضح النصر في ليلة الهرير، فخطب في قومه من كندة قائلا : 6 ... قد رأيتم يا معشر المسلمين ما قد كان في يومكم هذا الماضي ، وما قد فني فيه من العرب . فوالله لقد بلغت من السن ما شاء الله ان أبلغ ، فما رأيت مثل هذا اليوم قط. ألا فليبلغ الشاهد الغائب أنا إن توافقنا غداً انه لفنيت العرب وضيعت الحرمات . أما والله ما أقول هذه المقالة خوفاً من الحرب ، ولكني رجل مسن أخاف على النساء والذراري غدا اذا فنينا . ثم ذهب الى علي رضي الله عنه بعد رفع المصاحف ، فقال له « ما أرى الناس الا قد رضوا وسرهم أن يجيبوا القوم الى ما دعوهم اليه من حكم القرآن . فان شئت أتيتُ معاوية فسألته ما يريد فنظرت ما يسأل ) . ولقي معاوية فسأله : ( يا معاوية .. لأي شيء رفعتم هذه المصاحف ؟ »
-1.1-
— ١٠١ —