سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۳۳ انما وقد مدح علماء الاخلاق عندنا العمل واجتهد أساتذة المدارس في غرس محبته في قلوب الاطفال ولكنا نمدحه ونوصى به ونعلم محبته باعتباره أحد الواجبات وكانه ضرورة لا مفر منها فوجب الرضوخ لحكمها وحمل النفس على القيام بما اقتضته أما عندهم فصيغة الكلام غير ذلك فهم يشيرون الى ان الامر يجرى كذلك فى العالم بطبيعة الحال ولا يعدون العمل متعبا بل يقولون انه ) منبع من منابع السعادة ) وما من أحد يخالف قولهم حتى اننى سألت فتاة من الانكليز فوجدتها على رأى السير جون لوبوك ترى الراحة في العمل والكد والتغلب على الصعوبة وتقول ان كل الناس في بلدها على رأيها وكنت اثناء كلامها أظهر الاستنكار فقالت ولا بد للانكليزي من عمل فان لم يكن لديه من الاشغال الاعتيادية ما يعمل فيه عمد الى التجذيف فى النهر أو الى لعب الكرة والرياضة الجسمية أو قصد قمة جبل شاهق يصل اليها ولو كان فى الامر خطر تلذذ باجتياز صعب من ولا شك فى ان الانكليز لا ينظرون الى الشغل بهذه العين الراضية الالام پیهم الصعاب. ام حسب متعودون عليه حتى صار في جبلتهم امرا مقضيا قال موسيو جون لوبوك ( وقد شاهد أحد السواح الشرقيين جماعة في أوروبا يلعبون لعبة شاقة ورأى م كثيرا من الاغنياء فعجب وسأل لم انهم لا يستعملون غيرهم فيما شق من هذه اللعبة باجرة يدفعونها ( والسائل انما جرى في سؤاله على تربيته لان الامم الاتكالية لا تنظر الى العمل الا من حيث كونه أمرا متعبا . وقد جاء في المثل التركي ( أولى للمرء ان يكون جالسا من ان يكون قائما وان يكون نائما من ان يكون جالسا وان يموت من ان يكون نائما )
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/341
المظهر