A تفسير روح المعانى باحسان فى القول وان لا يقولوا فيهم سوء او أن لا يوجهوا الطعن فيما أقدموا عليه ، قال حميد بن زياد: فكأني ماقرأت هذه الآية قط، وعلى هذا تكون الآية متضمنة من فضل الصحابة رضى الله تعالى عنهم مالم تتضمنه على التقدير الأول . واعترض القطب على التفاسير السابقة للسابقين من المهاجرين بأن الصلاة إلى القبلتين وشهود بدر وبيعة الرضوان مشتركة بين المهاجرين والأنصار . وأجيب بأن مراد من فسر تعيين سبقهم لصحبتهم ومهاجرتهم له صلى الله تعالى عليه وسلم على من عداهم من ذلك القبيل . واختار الامام أن المراد بالسابقين من المهاجرين السابقون في الهجرة ومن السابقين من الانصار السابقون فى النصرة وادعى أن ذلك هو الصحيح عنده ، واستدل عليه بأنه سبحانه ذكر كونهم سابقين ولم يبين أنهم سابقون فيماذا فبقى اللفظ مجملا إلا أنه تعالى لما وصفهم بكونهم مهاجرين وأنصارا علم أن المراد من السبق السبق في الهجرة والنصرة ازالة للاجمال عن اللفظ ، وأيضاً كل واحدة من الهجرة والنصرة لكونه فعلا شاقا على النفس طاعة عظيمة فمن أقدم عليه أولا صار قدوة لغيره في هذه الطاعة وكان ذلك مقويا لقلب الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وسيبا لزوال الوحشة عن خاطره الشريف عليه الصلاة والسلام فلذلك أثنى الله تعالى على كل من كان سابقا اليهما وأثبت لهم ما أثبت ، وكيف لا وهم آمنوا وفي عدد المسلمين في مكة والمدينة قلة وضعف فقوى الاسلام بسببهم و كثر عدد المسلمين باسلامهم وقوى قلبه صلى الله تعالى عليه وسلم بسبب دخولهم فى الاسلام واقتداء غير هم بهم فـ فكان حالهم في ذلك كمال من من سنة حسنة و فى الخبر من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ولا يخفى أنه حسن . >> ويجوز عندى أن يراد بالسابقين الذين سبقوا الى الايمان بالله واليوم الآخر واتخاذ ما ينفقون قربات والقرينة على ذلك ظاهرة ، وأياما كان فالسابقون مبتدأخبره قوله تعالى : رضى الله عنهم) أي بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم و وَرَضُوا عنه كم بما نالوه من النعم الجليلة الشأن . وجوز أبو البقاء أن يكون الخبر (الاولون) أو ( من المهاجرين ) وأن يكون (السابقون ) معطوفا على (من يؤمن) أى ومنهم السابقون وما ذكرناه أظهر الوجوه. وعن عمر رضى الله تعالى عنه أنه قرأ ( والأنصار ) بالرفع على أنه معطوف على السابقون . وأخرج أبو عبيدة . وابن جرير : وابن المنذر . وغيرهم عن عمرو بن عامر الأنصاري أن عمر رضى الله تعالى عنه كان يقرأ بأسقاط الواو من ( والذين اتبعوهم ) فيكون الموصول صفة الأنصار حتى قال لمزيد : إنه بالواو فقال : انتونى بأبي بن كعب فأتاه فسأله عن ذلك فقال: هي بالواو فتابعه . وأخرج أبو الشيخ عن أبي أسامة . ومحمد بن إبراهيم التيمي قالا : مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ (والذين بالواو فقال : من أقر أك هذه ؟ فقال: أبى فاخذ به اليه فقال : يا أبا المنذر أخبرنى هذا أنك أقرأته هكذا قال أبي : صدق وقد تلقنتها كذلك من فى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال عمر : أنت تلقنتها كذلك من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ؟ فقال : فأعاد عليه فقال في الثالثة وهو غضبان : نعم والله لقد أنزلها الله على جبريل عليه السلام وأنزلها جبريل على قلب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه فخرج عمر را فعايديه وهو يقول الله اكبر الله أكبر . وفى رواية أخرجها أبو الشيخ أيضا عن محمد بن كعب ان ابيا رضى الله تعالى عنه قال لعمر رضى الله تعالى عنه : تصديق هذه الآية في أول الجمعة ( وآخرين منهم) وفي أوسط الحشر ( والذين جاءوا من بعدهم) وفي آخر الانفال ( والذين آمنوا من بعد الخ ، ومراده رضى الله تعالى عنه ان هذه الآيات تدل على أن التابعين غير الانصار ، نعم
صفحة:روح المعاني11.pdf/8
المظهر