انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني11.pdf/78

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٨
تفسير روح المعاني

VA تفسير روح المعاني من السماء أو اتنا بعذاب اليم ، ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ونحو ذلك . وأخرج ابن جرير . . وابن أبي حاتم عن قتادة أنه قال: هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له ، وأخرجا عن مجاهد أنه قال : هو قول الانسان لولده وماله إذا غضب اللهم لا تبارك فيه . اللهم ا العنه ، وفيه حمل - الناس - على العموم والمختار الأول ، ويؤيده ما قيل : من أن الآية نزلت في النضر بن الحرث حين قال : اللهم إن كان هذا هو الحق الخ ، وقوله سبحانه : ( استعجالهم بالخير ) نصب على المصدرية ، والأصل على ماقال أبو البقاء - تعجيلا مثل استعجالهم فحذف تعجيلا وصفته المضافة وأقيم المضاف اليه مقامها . و في الكشاف وضع ( استعجالهم بالخير ) . وضع تعجيله لهم إشعارا بسرعة اجابته سبحانه لهم واسعافه بطلبتهم حتى كان استعجالهم بالخير تعجيل له وهو كلام رصين يدل على دقة نظر صاحبه كما قال ابن المنير ، إذ لا يكاد . يوضع مصدر مؤكد مقارنا لغير فعله فى الكتاب العزيز بدون مثل هذه الفائدة الجليلة ، والنحاة يقولون في ذلك: أجرى المصدر على فعل مقدر دل عليه المذكور ولا يزيدون عليه ، وإذا راجع الفطن قريحته و ناجى فكرته علم أنه إنما قرن بغير فعله لفائدة وهى فى قوله تعالى : ( والله أنبتكم من الارض نباتا ) التنبيه على نفوذ القدرة فى المقدور وسرعـ رعة امضاء حكمها حتى كان انبات الله تعالى لهم نفس نباتهم أى إذا وجد الانبات وجد النبات حتما حتى كأن أحدهما عين الآخر فقرن به. وقال الطيبي : كان أصل الكلام ولو يجعل الله للناس الشر تعجيله ثم وضع موضعه الاستعجال ثم نسب اليهم فقيل استعجالهم بالخير لأن المراد أن رحمته سبقت غضبه فأريد مزيد المبالغة وذلك ان استعجالهم الخير أسرع من تعجيل الله تعالى لهم ذلك فان الانسان خاق عجولا والله تعالى صبور حليم يؤخر للمصالح الجمة التى لا يهتدى اليها عقل الإنسان ويسرع إجابتهم . وأوجب أبو حيان كون التقدير تعجيلا مثل استعجالهم أو أن ذلك يسعفهم بطلبتهم و ومع ثم محذوفا يدل عليه المصدر أى لو يعجل الله للناس الشر إذا استعجلوه استعجالهم بالخير قال : لأن مدلول عجل غير مدلول استعجل لأن عجل يدل على الوقوع واستعجل يدل على طلب التعجيل وذلك واقع من الله تعالى وهذا مضاف اليهم فلا يجوز ما قرره الزمخشرى وأتباعه : وأجاب السفاقسي أن استفعل هذا للدلالة على وقوع الفعل لا على طلبه كاستقر بمعنى أقر ، وقوله : وهذا مضاف اليهم مبنى على أن المصدر مضاف للفاعل ويحتمل أن يكون مضافا للمفعول ولا يخفى أن كل ذلك ناش من قلة التدبر ، ومعنى قوله سبحانه : لقضى اليهم أجلهم ) لا ميتو او أهلكوا بالمرة يقال: قضى اليه أجله أى أنهى اليه مدته التي قدر فيها موته فهلك، وفى إيثار صيغة المبنى للمفعول جرى على سنن الكبرياء مع الايذان بتعين الفاعل . وقرأ ابن عامر . ويعقوب (لقضى) على البناء للفاعل ، وقرأ عبد الله ( لقضينا ) وفيه التفات واختيار صيغة الاستقبال في الشرط وان كان الم... على المضى لافادة ان . عدم قضاء الأجل لاستمرار عدم التعجيل فان المضارع المنفى الواقع موقع الماضى لين بنص في إفادة انتفاء استمرار الفعل بل قد يفيد استمرار انتفائه أيضا بحسب المقام بما حقق في موضعه . وذكر بعض المحققين أن المقدم مهنا ليس نفس التعجيل المذكور بل هو ارادته المستبعة للقضاء المذكور وجودا وعدما لأن القضاء ليس أمراً مغايرا لتعجيل الشر فى نفسه بل هو اما نفسه أو جزئي منه