انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني11.pdf/53

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٣

>> رضی تفسير قوله تعالى: ( فان أو لو أفقل حسبى الله) الخ ٠٣ بأقربائه رحيم بأوليائه ، وقيل : رءوف بمن يراه رحيم بمن لم يره ولا مستند لشيء من ذلك فان تولوا تلوين للخطاب و توجيه له اليه وتسلية له ، أى فان أعرضوا عن الايمان بك و فَقُل حسبي الله كم فانه يكفيك معرتهم ويعينك عليهم ( لا إله إلا هو ( استئناف كالدليل لما قبله لأن المتوحد بالالوهية هو الكافي المعين عليه توكلت ) فلا أرجو ولا أخاف الا منه سبحانه وهو رب العرش ) أى الجسم المحيط بسائر الاجسام ويسمى بفلك الافلاك وهو محدد الجهات ( العظيم ) الذى لا يعلم مقدار عظمته إلا الله تعالى . وفي الخبر أن الأرض بالنسبة إلى السماء الدنيا كحلقة في فلاة وكذا السماء الدنيا بالنسبة إلى السماء التي فوقها وهكذا إلى السماء السابعة وهى بالنسبة إلى الكرسي كحلقة في فلاة و هو بالنسبة إلى العرش كذلك ، وعن ابن عباس الله تعالى عنهما أنه لا يقدر قدره أحد ، وذكر أهل الارصاد أن بعد مقعر الفلك الاعظم من مركز العالم ثلاثة وثلاثون ألف ألف وخمسمائة وأربعة وعشرون الفا وستمائة وتسع فراسخ ، وأن بعد محد به منه قدباغ مرتبة لا يعلمها إلا الله الذى لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء وهو بكل شئ عليم ، وقد يفسر العرش هنا بالملك وهو أحد معانيه تمافى القاموس ، وقرئ (العظيم ) بالرفع على أنه صفة الرب ، وختم سبحانه هذه السورة بما ذكر لأنه تعالى ذكر فيها التكاليف الشاقة والزواجر الصعبة فأراد جل شأنه أن يسهل عليهم ذلك . يشجع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على تبليغه ، وقد تضمن من أوصافه صلى الله تعالى عليه وسلم الكريمة ما تضمن ، وقد بدأ سبحانه من ذلك بكونه من أنفسهم لأنه كالأم فى هذا الباب ، ولا ينافي وصفه بالرأفة والرحمة بالمؤمنين تكليفه إياهم فى هذه السورة بأنواع من التكاليف الشاقة لأن هذا التكليف أيضا من كمال ذلك الوصف من حيث أنه سبب للتخلص من العقاب المؤبدو الفوز بالثواب المخلد ، ومن هذا القبيل معاملته صلى الله تعالى عليه وسلم للثلاثة الذين خلقوا كما علمت ، وما أحسن ماقيل : فقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم وهاتان الآيتان على ماروى عن أبي بن كعب آخر مانزل من القرآن . لكن روى الشيخان عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنه أنه قال: آخر آية نزلت ( يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة ) وآخر سورة نزلت براءة . و عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما آخر آية نزلت (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) وكان بين نزولها وموته صلى الله تعالى عليه وسلم ثمانون يوما ، وقيل : تسع ليال ، وحاول بعضهم التوفيق بين الروايات في هذا الشأن بما لا يخلو عن كدر . ويبعد ماروى عن أبي ما أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المدينة جاءته جهينة فقالوا له : إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا نأمنك وتأمنا قال : ولم ألتم هذا؟ قالوا: نطلب الأمن فأنزل الله تعالى هذه الآية (لقد جاءكم ) الخ والله تعالى أعلم بحقيقة الحال . وقد ذكروا لقوله سبحانه ( فان تولوا ( الآية ماذكروا من الخواص ، وقد أخرج أبو داود عن أبي الدرداء موقوفا . وابن السنى عنه قال : قال رسول الله الله من قال حين يصبح وحين يمسى حسبي ا الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ، وأخرج ابن النجار قال حين يه بع مرات حسي الله لا اله إلا هو الخ لم في تاريخه عن الحسين رضي الله تعالي عنه قال : من