انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني11.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٤
تفسير روح المعاني

٢٤ تفسیر روح المعاني كما في قولهم كم أبنى وتهدم وعليه قوله : متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم وحاصله أن الوصف للتأكيد وفائدته دفع المجاز ، وهذا نظير ما قالوا في قوله سبحانه: (وكلم الله موسى تكليما ) وفيه بحث * والاستثناء في قوله تعالى: وإلا أن تقطع قلوبهم من أعم الاوقات أو أعم الأحوال وما بعد الا في محل النصب على الظرفية أى لا يزال بنيانهم ريبة فى كل وقت الا وقت تقطع قلوبهم أو في كل حال الاحال تقطعها أي تفرقها وخروجها عن قابلية الادراك وهذا كناية عن تمكن الريبة في قلوبهم التي هي محل الادراك واضمار الشرك بحيث لا يزول منها ما داموا أحياء الا اذا تقطعت وفرقت وحينئذ تخرج منها الريبة وتزول ، وهو خارج مخرج التصوير والفرض ، وقيل : المراد بالتقطع ما هو كائن بالموت من تفرق أجزاء البدن حقيقة وروى ذلك عن بعض السلف . وأخرج ابن المنذر. وغيره عن أيوب قال: كان عكرمة يقرأ ( إلا أن تقطع قلوبهم في القبور ) وقيل : المراد إلا أن يتوبوا ويندم وا ندامة عظيمة تفتت قلوبهم وأكبادهم فالتقطع كناية أو مجاز عن شدة الأسف . وروى ذلك ابن أبى حاتم عن سفيان ، وتقطع من التفعل باحدى التامين والبناء للفاعل أى تتقطع . وقرى (تقطع) على بناء المجهول من التفعيل وعلى البناء للفاعل منه على ان الخطاب للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أى الا أن تقطع أنت قلو بهم بالقتل ، وقرى على البناء للمفعول من الثلاثي مذكرا ومؤننا * وقرأ الحسن ( الى ان تقطم) على الخطاب، وفى قراءة عبد الله ( ولو قطعت قلوبهم) على استاد الفعل مجهولا الى قلوبهم . . وعن طلحة ولو قطعت قلوبهم على خطاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويصح ان يعنى بالخطاب كل مخاطب، وكذا يصح ان يجعل ضمير تقطع مع نصب قلوبهم للريبة ) والله عليم ) بجميع الاشياء التي من جملتها ما ذكر من أحوالهم حكيم ٤١١٠ في جميع افعاله التى من جملتها أمره سبحانه الوارد في حقهم . هذا و من باب الاشارة في الآيات ) ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) إشارة إلى وصف المغرورين الذين ما ذاقوا طعم المحبة ولاهب عليهم نسيم العرفان ، ومن هنا صححوا لأنفسهم أفعالا فقالوا: لنصدقن ( فلما آتاهم من فضله بخلوا به أى أنهم نقضوا العهد لما ظهر لهم ما سألوه ، والبخل بما قال أبو حفص : ترك الايثار عند الحاجة اليه ( ألم يعلموا ان الله يعلم سرهم) و هو مالا يه يعلمونه من أنفسهم (ونجواهم) أي ما يعلمونه منها دون الناس ، وقيل : السر ما لا يطلع عليه إلا عالم الأسرار والنجوى ما يطلع عليه الحفظة ( وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا ) أوادوا التشبيط على المؤمنين ببيان بعض شدائد الغزو وما دروا ان المحب يستعذب المر فى طلب وصاله محبوبه ويرى الحزن سهلا والشدائد لذائذ في ذلك، ولا خير فيمن عاقه الحر والبرد ، ورد عليهم بأنهم أثروا بمخالفتهم النار التي هي أشد حرا ويشبه هؤلاء المنافقين في هذا التنقيط أهل البطالة الذين يثبطون السالكين عن السلوك بيان شدائد السلوك وفوات اللذائذ الدنيوية ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا باموالهم وأنفسهم ) فأفنوا كل ذلك في طلب مولاهم جل جلاله ( وأولئك لهم الخيرات) المشاهدات والمكاشفات والقريات ) وأولئك هم المفلحون ) الفائزون بالبغية . (ليس على الضعفاء ) أي الذين أضعفهم حمل المحجبة ) ولا على المرضى) بداء الصيابة حتى ذابت أجسامهم