تفسير روح المعاني صلاة في مسجد قباء كعمرة » قال الترمذى . لا نعرف لأسيد هذا شيئا يصح غير هذا الحديث ، وفي معناه ما أخرجه أحمد والنسائى عن سهل بن حنيف وأخرج ابن سعد عن ظهير بن رافع الحارثي عن النبي صلى الله . تعالى عليه وسلم قال : « من صلى في مسجد قباء يوم الاثنين والخميس انقلب بأجر عمرة ، وذهب جماعة إلى أنه مسجد المدينة مسجد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، واستدلوا بما أخرجه مسلم ، والترمذي . وابن جرير . والنسائى . وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال : اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى . فقال أحدهما : ا : هو مسجد قباء ، وقال الآخر : هو مسجد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأتيا رسول الله عليه الصلاة والسلام فسألاه ذلك فقال ان
- هو هذا المسجد المسجده وقال : في ذلك
خير كثير يعنى مسجد قباء. وجاء فى عدة روايات أنه عليه الصلاة و السلام سئل عن ذلك فقال : هو مسجدى هذا ، وأيد القول الأول بأنه الأوفق بالسباق واللحاق وبأنه بنى قبل مسجد المدينة، وجمع الشريف السمهودى بين الأخبار وسبقه إلى ذلك السهيلي وقال : كل من المسجدين مراد لأن كلا منهما أسس على التقوى من أول يوم تأسيسه ، والسر في إجابته صلى الله تعالى عليه وسلم السؤال عن ذلك بما في الحديث دفع ما توهمه السائل من اختصاص ذلك بمسجد قباء والتنويه بمزية هذا على ذاك ، ولا يخفى بعد هذا الجمع فان ظاهر الحديث الذي أخرجه الجماعة عن أبي سعيد الخدرى بمراحل عنه ، ولهذا اختار بعض المحققين القول الثاني وأيده بأن مسجد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أحق بالوصف بالتأسيس على التقوى من أول يوم وبأن التعبير بالقيام عن الصلاة في قوله سبحانه : ( أحق أن تقوم فيه ( يستدعى المداومة، ويعضده توكيد النهى بقوله تعالى : ( أبداً ) ومداومة الرسول عليه الصلاة والسلام لم توجد إلا في مسجده الشريف عليه الصلاة والسلام . وأما مارواه الترمذي، وأبو داود عن أبي هريرة من أن قوله جل وعلا : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) نزلت في أهل قباء وكانوا يستنجون بالماء فهو لا يعارض نص رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. وأما ما رواه ابن ماجه عن أبي أيوب . وجابر . وأنس من ان هذه الآية لما نزلت قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : يا معشر الأنصار إن الله تعالى قد أثنى عليكم خيراً فى الطهور فما طهوركم هذا ؟ قالوا: نتوض اللصلاة ونعتسل من الجنابة قال : فهل مع ذلك غير ؟ قالوا : لا غير إن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجى بالماء . قال عليه الصلاة والسلام : ذاك فعليكم وه فلا يدل على اختصاص أهل قباء ولا ينا في الحمل على أهل مسجده
- هو
صلى الله تعالى عليه وسلم من الأنصار ، وأنا أقول : قد كثرت الأخبار في نزول هذه الآية في أهل قباء . فقد أخرج أحمد وابن خزيمة . والطبراني . وابن مردويه . والحاكم عن عويم بن ساعدة الانصارى أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال : « إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذى تطهرون به ؟ فذكروا أنهم كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط ، وأخرج أحمد . وابن أبى شيبة . والبخارى في تاريخه . والبغوى في معجمه . وابن جرير . والطبراني عن محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه نحو ذلك ، وأخرج عبدالرزاق . والطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : الأهل قباء ما هذا الطهور الذي خصصتم به فى هذه الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا)؟ قالوا : يارسول الله ما منا أحد يخرج من الغائط الاغسل مقعدته .