انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني11.pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢
تفسير روح المعاني

الله الحرالرحم إنما السبيل ) أى بالمعاتبة والمعاقبة و على الذين يستأذنونَكَ ) فى التخلف ( وَهُمْ أغنياء ) واجدون للأهبة قادرون على الخروج معك (رضوا) استئناف بيانى كأنه قيل :لم استأذنوا أولماستحقوا ما استحقوا ؟ فأجيب 20 بأنهم رضوا ) بأن يَكُونُوا مَعَ الخوالف ) تقدم معناه ) وَطَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبهمْ ( خذهم فغفلوا عن سوء العاقبة ) فهم ) بسبب ذلك لا يعلمون (٩٣) أبدأ وخامة مارضوا به وما يستتبعه عاجلا كما لم يعلموا نجاسة شأنه آجلا ( يعتذرون اليكم ) بيان لما يتصدون له عند الرجوع اليهم ، والخطاب قيل للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، والجمع للتعظيم ، والأولى أن يكون له عليه الصلاة والسلام و لأصحابه لأنهم كانوا يعتذرون للجميع أى يعتذرون اليكم في التخلف ( إذا رجعتم ) من الغزو منتهين اليهم وإنما لم يقل سبحانه إلى المدينة إيذانا بأن مدار الاعتذار هو الرجوع اليهم لا الرجوع إلى المدينة فلعل منهم من بادر إلى الاعتذار قبل الرجوع اليها ( قل خطاب له صلى الله تعالى عليه وسلم ، وخص بذلك لا أن الجواب وظيفته عليه الصلاة والسلام لا تعتذروا أى لا تفعلوا الاعتذار أو لا تعتذروا بما عندكم من المعاذير ( لن نؤمن لكم استئناف البيان موجب النهى ، وقوله : ( قد نبأنا الله من أخباركم ) استئناف لبيان موجب النفي كأنه قيل : لم نهيتمونا عن الاعتذار ؟ فقيل : لأنا لم نصدقكم في عذركم فيكون عبداً فقيل : لم لن تصدقونا؟ فقيل : لأن الله تعالى قد أنبأنا بالوحى بما في ضمائركم من الشر والفساد. و(نبأ ) عند جمع متعدية إلى مفعولين الأول الضمير والثانى ( من أخباركم) اما لأنه صفة المفعول الثاني ، والتقدير جملة من أخباركم أو لأنه بمعنى بعض أخباركم ، وليست (من) زائدة على مذهب الأخفش من زيادتها في الايجاب . وقال بعضهم : إنها متعدية لثلاثة ) ومن اخباركم ( ساد مسد مفعولين لأنه بمعنى إنكم كذا وكذا أو المفعول الثالث محذوف أى واقعا مثلا ، وتعقب بأن السد المذكور بعيد، وحذف المفعول الثالث إذا ذكر المفعول الثاني في هذا الباب خطأ أو ضعيف ، ومعنى (نبأنا) على الأول عرفنا ما قيل وعلى الثاني أعلمنا، وقيل: معناه خبرنا، و(من) بمعنى عن وليس بشئ ، وجمع ضمير المتكلم في الموضعين للمبالغة في حسم اطماع المنافقين المعتذرين رأساً ببيان عدم رواج اعتذارهم عند أحد من المؤمنين أصلا فان تصديق البعض لهم ربما يطمعهم في تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام أيضا وللايذان بافتضاحهم بين المؤمنين كافة وتعدية (نؤمن) باللام مر بيانها ) ( وسيرى الله عملكم ) . أى سيعلمه سبحانه علماً يتعلق به الجزاء فالرؤية علمية ، والمفعول الثاني محذوف أى أتنيبون عما أنتم فيه من النفاق أم تثبتون عليه ، وكانه لمكان السين المفيدة للتنفيس استتابة