انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني11.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢
تفسير روح المعاني

١٢ المسجد تفسير روح المعاني " حتى الباء والرضا بسوء جوار المنافقين ولم يعتذروا بالمعاذير الكاذبة المؤكدة بالايمان الفاجرة وكانوا على ما أخرج البيهقى فى الدلائل. وغيره عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عشرة تخلفوا عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في غزوة تبوك فلما حضر رجوع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أو ثق سبعة منهم أنفسهم بسوارى وكان عمر النبي عليه الصلاة والسلام اذا رجع في المسجد عليهم فلمار أهم قال: من هؤلاء الموثقون أنفسهم؟ قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا عنك يارسول الله وقد أقسموا ان لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون انت الذي تطلقهم فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : وأنا أقسم بالله تعالى لا أطلقهم ولا أعذرهم . يكون الله تعالى هو الذي يطلقهم فأنزل الله تعالى الآية فأرسل عليه الصلاة والسلام اليهم فأطلقهم وعذرهم وفي رواية أخرى عنه انهم كانوا ثلاثة ، وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد أنهم كانوا ثمانية ، وروى أنهم كانوا خمسة ، والروايات متفقة على أن أبا لبابة بن عبد المنذر منهم ) خلطوا عملاً صالحاكم خروجا الى الجهادمع رسول الله ) و اخر سينا ( تخلفا عنه عليه الصلاة والسلام روى هذا عن الحسن . والسدي ، وعن الكلبي أن الأول التوبة والثانى الاثم ، وقيل : العمل الصالح يعم جميع البر و الطاعة والسي. ما كان ضده ، والخلط المزج وهو يستدعى مخلوطا ومخلوطا به والاول هنا هو الأول والثانى هو الثانى عند بعض وا ، والراو بمعنى كما نقل عن سيبويه فى قولهم: بعت الشاء شاة ودرهما، وهو من باب الاستعارة لأن الباء للالصاق والو او للجمع وهما من واد واحد ، ونقل شارح اللباب عن ابن الحاجب إن أصل المثال. بعت الشاء شاة بدرهم أى مع درهم ثم كثر ذلك فأبدلو امن باه المصاحبة واوا فوجب أن يعرب ما بعدها باعراب ما قبلها كما في قولهم: كل رجل وضيعته، ولا يخفى ما فيه من التكلف . وذكر الزمخشرى ان كل واحد من المتعاطفين مخلوط و مخلوط به لأن المعنى خلط كل واحد منهما بالآخر كقولك: خلطت الماء واللين تريد خلطت كل واحد منهما بصاحبه، وفيه ماليس في قولك: خلطت الماء باللبن لأنك جعلت الماء مخلوطا واللبن مخلوطابه واذا قلته بالواو وجعلت الماء و اللبن مخلوطين ومخلوطا بهما كانك قلت خلطت الماء باللبن واللبن بالماء ، وحاصله أن المخلوط به فى كل واحد من الخلطين هو المخلوط في الآخر لأن الخلط لما اقتضى مخلوطا به فهو اما الآخر أو غيره والثانى منتف بالأصل والقرينة لدلالة سياق الكلام إذا قيل : خلطت هذا وذاك على أن كلا منهما مخلوط ومخلوط به و هو أبلغ من أن يقال خلطت أحدهما بالآخر إذ فيه خلط واحد وفى الواو خلطان . واعترض بأن خلط أحدهما بالآخر يستلزم خلط الآخر به ففى كل من الواو والباء خلطان فلا فرق، وأجيب بأن الواو تفيد الخلطين صريحا بخلاف الباء فالفرق متحقق ، وفيه تسليم حديث الاستلزام ولا يخفى أن فيه خلطا حيث لم يفرق فيه بين الخلط والاختلاط، والحق أن اختلاط أحد الشيئين بالآخر مستلزم لاختلاط الآخر به واما خلط أحدهما بالآخر فلا يستلزم خلط الآخر به لأن خلط الماء باللبن مثلا معناه أن يقصد ). أولا و يجعل مخلوطا باللبن وظاهر أنه لا يستلزم أن يقصد اللبن أو لا بل ينافيه، فعلى هذا معنى خلط العمل الصالح بالي أنهم أنوا أولا بالصالح ثم استعقبوه سيئا ومعنى خاط الذى بالصالح أنهم أتوا أو لا بالسي. ثم أردفوه . بالصالح ، وإلى هذا يشير كلام السكائى حيث جعل تقدير الآية خلطوا عملا صالحا بي، وآخر سينا بصالح أى تارة أطاعوا واحبطوا الطاعة بكبيرة وأخرى عصوا وتداركوا المعصية بالتوبة وهو ظاهر فى أن العمل الصالح