انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٩٠
تفسير روح المعاني

". تفسير روح المعاني ° ممن مارس كتبهم أو تعلمه من علمائهم ما يقضى بأن ذلك عن وحى فيكون معجزة شاهدة عليهم عن القرية ) أى عن خبرها وحالها وما وقع بأهلها من ثالثة الأثافى ، والمراد بالسؤال عن ذلك ما يعم السؤال عن النفس وعن الأهل أو الكلام على تقدير مضاف، والمراد عن حال أهل القرية ، وجوز التجوز فيها ، وهي عند ابن عباس وابن جبير - ايلة - قرية بين مدين والطور وعن ابن شهاب هى طبرية ، وقيل : مدين وهى رواية عن الحبر ، وعن ابن زيد أنها مقتا بين مدين وعينونا ) التي كانت حاضرة البحر ( أى قريبة منه مشرفة على شاطئه ( إذ يَعْدُونَ في السبت ) أى يظلمون ويتجاوزون حدودا الله تعالى بالصيد يوم السبت أو بتعظيمه، وإذ بدل من المسئول عنه بدل اشتمال أو ظرف للضاف المصدر، قيل: واحتمال كونه ظرفا لكانت أو حاضرة ليس بشيء اذ لا فائدة بتقييد الركون أو الحضور بوقت العدوان وضمير يعدون للاهل المقدر أو المعلوم من الكلام، وقيل: إلى القرية على سبيل الاستخدام، وقرى ( يعدون) بمعنى يعتدون أدغمت التاء في الدال ونقلت حركتها إلى العين ويعدون) من الإعداد حيث كانوا يعدون آلات الصيد يوم السبت وهم منهيون عن الاشتغال فيه بغير العبادة ( إذ تاتيهم حيتنهم) ظرف ليعدون أو بدل بعد بدل ، وإلى الأول ذهب أكثر المعربين ، ، وهو الأولى لأن السؤال عن عدوانهم أبلغ في التقريع، وحيتان جمع حوت أبدلت الواو ياءا لسكونها وانكسار ماقبلها كنون ونينات لفظا . وإضافتها اليهم باعتبار أن المراد الحيتان الكائنة فى تلك الناحية التي هم فيها ، وقيل : للاشعار باختصاصها . و معنى بهم لاستقلالها بما لا يكاد يوجد في سائر أفراد الجنس من الخواص الخارقة للعادة، ولا يخفى بعده ( يوم سبتهم ) ظرف لتأتيهم أي تأتيهم يوم تعظيمهم لأمر السبت ، و هو مصدر سبتت اليهود إذا عظمت . يوم السبت بترك العمل والتفرغ للعبادة فيه ، وقيل : اسم لليوم والاضافة لاختصاصهم بأحكام فيه، ويؤيد الاول قراءة عمرو ابن عبد العزيز (يوم اسباتهم ) ، و كذا النفى الآتى شرعاً ) أى ظاهرة على وجه الماء كما قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قريبة من الساحل ، وهو جمع شارع من شرع عليه إذا دنا وأشرف ، وفي الشرع معنى الاظهار والتبيين، وقيل: حيتان شرع رافعة رؤسها كأنه جمل ذلك إظهار او تبينا ، وقيل : المعنى متابعة ونسب إلى الضحاك ، والظاهر أنها ظاهرة وهو نصب على الحال من الجيتان ويوم لا يسبتون ١٦٣) اى لا يراعون أمر السبت وهو على حد قوله : على لاحب لا يهتدى بمناره . إذ المقصود انتفاء السبت والمراعاة . وقرأ على كرم الله تعالى وجهه (لا يستون) بضم حرف المضارعة من أسبت إذا دخل في السبت تاصبح إذا دخل في الصباح، وعن الحسن أنه قرأ لا يبتون على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت ولا يؤمرون فيه بما أمروا به يوم السبت، وقرى (لا يسبتون) بضم الباء والظرف متعلق بقوله سبحانه: ( لا تأتيهم ) أى لا تأتيهم يوم لا يستون كما كانت تأتيهم يوم السبت حذرا من صيدهم لاعتيادها احوالهم وأن ذلك المحض تقدير العزيز العليم، و تغيير السبك حيث قدم الظرف على الفعل ولم يعكس لما أن الاتيان يوم سبتهم مظنة كما قيل: لأن يقال فماذا حالها يوم لا يستون؟ فقيل: يوم لا يستون لا تأتيهم ( كَذَلكَ نَبلُوهُم أى تعاملهم معاملة المختبرين لهم ليظهر منهم ما يظهر فتؤاخذهم به ، وصيغة المضارع الحكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها والتعجيب