تفسير قوله تعالى : ( ثم) بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا ) الخ نحو ما لقيته إلا أكرمنى لأن الواو مع إلا تدخل في خبر المبتدأ فكيف بالحال ولم يسمع فيه قد من دون الواو ، وقال المرادى فى شرح الألفية : إن الحال المصدرة بالماضى المثبت إذا كان تاليا لئلا يلزمها الضمير والخلو من الواو ويمتنع دخلول قد وقوله متى يأت هذا الموت لم تلف حاجة لنفسي الا قد قضيت قضاءها هنا . وإما مع
نادر ، وقد نص على ذلك الاشمونى وغيره أيضا، والظاهر أن امتناع قد بعد إلا فيما ذكر إذا كان الماضى حالا لا مطلقا ، وإلا فقد ذكر الشهاب أن الفعل الماضى لا يقع بعد إلا إلا بأحد شرطين إما تقدم فعل كما قد نحو ما زيد إلا قد قام ، ولا يجوز مازيد الاضرب ، و ، ، ويعلم مما ذكرنا أن ما وقع في غالب نسخ تفسير مولانا شيخ الاسلام من أن الفعل الماضى لا يقع بعد إلا إلا بأحد شرطين إما تقدير قد ما في هذه الآية أو مقارنة قد كما في قولك: مازيد الا قد قام ليس على ما ينبغي بل هو . كم الا يخفى، والمعنى فما نحر فيه وما أرسلنا في قرية من القرى ا قرى المهلكة نبيا من الانبياء عليهم السلام في حال من الاحوال الاحال كوننا آخد ين أهلها ( بالبأساء ) أى بالبؤس والفقر والضراء بالضر و المرض ، وبذلك فسر هما ابن مسعود وهو معنى قول من قال: البأساء فى المال والضراء في النفس وليس المراد أن ابتداء الارسال مقارن ة 2, غلط ظاهر - الاخذ المذكور بل إنه مستتبع له غير منفك عنه ) لعلهم يضرعون ٩٤) أى كى يتضر عو ا و يخضعوا ويتو بوا من ذنوبهم وينقادوا لأمر الله تعالى ) ثم بدلنا ) عطف على أحذنا داخل في حكمه و مكان السينة ) التي أصابتهم لما تقدم ( الحَسَنَة ) وهى السعة والسلامة ، ونصب (مكان) كما قيل على الظرفية و (بدل) متضمن معنى أعطى الناصب المفعولين وهما هذا الضمير المحذوف والحسنة أى أعطيناهم الحسنة في مكان السيئه ، ومعنى كونها في مكانها أنها بدل منها . وقال بعض المحققين: الاظهر أن مكان مفعول به لبدلنا لا ظرف، والمعنى بدلنا مكان الحال السيئة الحال الحسنة فالحسنة هى المأخوذة الحاصلة فى مكان السيئة المتروكة والمتروك هو الذي تصحبه الباء في نحو بدلت زيداً بعمرو ) حتى عفوا ) أى كثر وا ونموا في أنفسهم وأموالهم، وبذلك فسره ابن عباس النبات وعفا الشحم والوبر إذا كثرت ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم « أحفوا الشوارب عفا وغيره من واعفوا اللحى وقول الحطيئة : وقوله بمستأسد القريان عاف نباته تساقطنى والرحل من صوت هدهد ولكنا نعض السيف منها بأسوق عافيات الشحم كوم و تفسير أبي مسلم له بالاعراض عن الشكر ليس بيانا للمعنى اللغوى كما لا يخفى ، (وحتى) هذه الداخلة على الماضى ابتدائية لاغانية عند الجمهور، ولا محل للجملة بعدها كما نقل ذلك الجلال السيوطى في شرح جمع الجوامع له عن بعض مشايخه ، وأما زعم ابن مالك أنها جارة غائية وأن مضمرة بعدها على تأويل المصدر فغلطه فيه أبو حيان و تبعه ابن هشام فقال : لا أعرف له فى ذلك سلفا ، وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة ، ولا يشكل عليه ولا على من يقول : إن معنى الغاية لازم لحتى ولو كانت ابتدائية أن الماضى لمضيه لا يصلح أن يكون غاية لما قبل لتأخر الغاية عن ذى الغاية لأن الفعل وإن كان ماضيا لكنه بالنسبة إلى ماصار غاية له مستقبل فافهم . ( م ج - ٩ - تفسير روح المعاني )