انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨٦
تفسير روح المعاني

٨٦ تفسير روح المعاني أخوه من أبيه وهو عالم الأمر وأمه وهو عالم الخاق لأنهما في عالم الخلق (إن القوم) أى أوصاف البشرية (استضعفونى) عند غيبتك (وكادوا يقتلونني) يزيلون منى حياة استعدادى بالكلية ( فلا تشمت بي الأعداء) وهم هم ، وهذا ما يقتضيه مقام الفرق ، قال: رب اغفر لي ولأخى استر صفاتنا وأدخلنا فى رحمتك بافاضة الصفات الحقة علينا (وأنت أرحم الراحمين ) لأن كل رحمة فهو شعاع نور رحمتك (إن الذين اتخذوا العجل) أي عجل الدنيا الها (سينالهم غضب من ربهم) وهو عذاب الحجاب وذلة فى الحياة الدنيا باستعباد هذا الفاني المدنى لهم (وكذلك نجزى المفترين) الذين يفترون على الله تعالى فيثبتون وجودا لما سواه ، والذين عملون السيئات ثم تابوا) رجعوا اليه سبحانه وتعالى بمجاهدة نفوسهم وإفنائها إن ربك من بعدها لغفور فيستر صفاتهم رحيم فيفيض عليهم من صفاته ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح الربانية ، وفى نسختها هدى إرشاد إلى الحق (ورحمة للذين هم لوبهم يرهبون يخافون لحسن استعدادهم ، ويقال في قوله سبحانه وتعالى : ( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ) إن موسى عليه السلام اختار سبعين رجلا من أشراف قومه و نجباء هم أهل الاستعداد والصفاء والارادة والطلب والسلوك فلما أخذتهم الرجفة أى رجفة البدن التى هى من مبادى صعقة الفناء عند طريان بوارق الأنوار وظهور طوالع تجليات الصفات من اقشعرار الجسد وارتعاده وكثيرا ما تعرض هذه الحركة للسالكين عند الذكر أو سماع القرآن أو ما يتأثرون به حتى تكاد تتفرق أعضاؤهم ، وقد شاهدنا ذلك في الخالدين من أهل الطريقة النقشبندية، وربما يعتريهم في صلاتهم صباح معه فمنهم من يستأنف صلاته لذلك ومنهم من لا يستأنف ، وقد كثر الانكار عليهم وسمعت بعض المنكرين يقولون : إن كانت هذه الحالة . الشعور والعقل فهى سوء أدب ومبطلة للصلاة قطعا وإن كانت مع عدم شعور وزوال عقل فهى ناقضة للوضوء ونراهم لا يتوضؤون ، وأجيب بأنها غير اختيارية مع وجود العقل والشعور، وهي فالعطاس والسعال ومن هنا لا ينتقض الوضوء بل ولا تبطل الصلاة ، وقد نص بعض الشافعية أن المصلى لو غلبه الضحك في الصلاة لا تبطل صلاته ويعذر بذلك فلا يبعد أن يلحق ما يحصل من آثار التجليات الغير الاختيارية بما ذكر ولا يلزم من كونه غير اختياري كونه صادراً من غير شعور فان حركة المرتعش غير اختيارية مع الشعور بها، وهو ظاهر فلا . نعم كان حضرة مولانا الشيخ خالد قدس سره يأمر من يعتريه ذلك للاذكار .. معنی المريدين بالوضوء واستئناف الصلاة سدا لباب الانكار ، والحق أن ما يعترى هذه الطائفة غير من مع ناقض الوضوء لعدم زوال العقل معه لكنه مبطل للصلاة لما فيه من الصياح الذي يظهر به حرفان مع أمور تأباها الصلاة ولا عذر لمن يعتريه ذلك إلا إذا ابتلى به بحيث لم يخل زمن من الوقت يسع الصلاة بدونه فانه يعذر حينئذ ولا قضاء عليه إذا ذهب منه ذلك الحال كمن به حكمة لا يصبر معها على عدم الحك . وقد نص الجد عليه الرحمة في حواشيه على شرح الحضرمية للعلامة ابن حجر في صورة ابتلى بسعال مزمن على نحو ذلك ، ثم قال: فرع لو ابتلى بذلك وعلم من عادته أن الحمام يسكنه عنه مدة تسع الصلاة وجب عليه دخوله حيث وجد أجرة الحمام فاضلة عما يعتبر في الفطرة وان فاتته الجماعة وفضيلة أول الوقت انتهى. نعم ذكر عليه رحمة الله تعالى في الفعل الكثير المبطل للصلاة وهو ثلاثة أفعال أنه لو أبتلى بحركة اضطرارية نشأ عنها عمل كثير فمعذور، وقال أيضا: إنه لا يضر الصوت الغير المشتمل على النطق بحرفيين متواليين من أنف