تفسير قوله تعالى : ( ان هى الا فتنتك) الخ ٨٥ يجرى ، وضعف هذه الحكاية ابن الخازن وأنا لا أرأها شيئا ولا اظنك تجد لها سندا يعول عليه ولوا بتغيت نفقا في الأرض أوسلما في السماء * هذا ومن باب الاشارة فى الآيات ) قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتی و به کلامی) دون رؤيتي على ما يقوله نفاة الرؤية (فخذ ما آتيتك) بالتمكين ( وكن من الشاكرين) بالاستقامة في القيام بحق العبودية التي لا مقام أعلا منها لا تدعنى إلا بيا عبدها ، فانه أشرف أسمائى ، وبالشكر تزداد النعم كما نطق بذلك الكتاب و كتبنا له فى الالواح) أى أظهرنا نقوش استعداده في ألواح تفاصيل وجوده من الروح والقلب والعقل والفكر والخيال فظهر فيها من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة) أي بعزم لتكون من ذويه (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) أى أكثرها نفعا وهى العزائم (سأريكم دار الفاسقين) أى عاقبة الذين لا يأخذون بذلك سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير (الحق) وهم الذين في مقام النفس فيكون تكبرهم حجابا لهم عن آيات الله تعالى وأما المتكبرون بالحق وهم الذين فنيت صفاتهم وظهرت عليهم صفات مولاهم فليسوا بمحجوبين ولا يعد تكبرهم مذموما لأنه ليس تكبرهم حقيقة وإنما حظهم منه كونهم مظهر اله (والذين كذبوا با ياتنا ولقاء الآخرة) حيث حجبوا بصفاتهم وأفعالهم حبطت أعمالهم فلا تقربهم شيئا ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا) صنعه لهم السامرى وكان من قوم يعبدون العجل أو من رآهم فوقع فى قلبه لسوء استعداده حبه وأضمر عبادته واختار صياغته من حليهم ليكون ميلهم اليه أتم لأن قلب الانسان يميل حيث ماله سيما إذا كان ذهبا أو فضة ، وكثير من الناس اليوم عبيد الدرهم والدينار وهما العجل المعنوى لهم وإن لم يسجدوا له وأكثر الاقوال أن ذلك العجل صارة الحم ودم و اليه الاشارة بقوله سبحانه: (جسدا له خوار ) وفى كلام الشيخ الاكبر قدس سره أنه صار ذا روح بواسطة التراب الذي وطئه الروح الامين ولم يصرح بكونه ذا لحم ودم (والقى الالواح أى ذهل من شدة الغضب عنها وتجافى عن حكم ما فيها ونسيان ما يستحسن من الحلم مثلا عند الغضب مما يجده كل أحد من نفسه (وأخذ برأس أخيه) يجره اليه ظنا أنه قصر في كفهم * ( قال ابن أم ناداه بذلك لغلبة الرحمة عليه ، وتأويل ذلك فى الأنفس على ما قاله بعض المؤولين أن سامري الهوى بعد توجه موسى عليه السلام الروج لميقات مكلمة الحق اتخذ من حلى زينة الدنيا ورعونات البشرية التي استعارها بنو إسرائيل صفات القلب من قبط صفات النفس معبودا يتعجلون اليه له خوار يدعون الخلق به إلى نفسه (ألم يروا أنه لا يكلمهم) بما ينفعهم ولا يهديهم سبيلا إلى الحق (اتخذوه وكانوا ظالمين) حيث عدلوا عن عبادة الحق إلى عبادة غيره في نظرهم (ولما سقط في أيديهم) أى ندموا عند رجوع موسى الروح (قالو التن لم يرحمنار بنا) بجذبات العناية ( و يغفر لنا ) بأن يستر صفاتنا بصفاته سبحانه و تعالى لنكونن من الخاسرين) رأس مال هذه النشأة وهو الاستعداد (ولما رجع موسى إلى قومه) وهم الأوصاف الانسانية (غضبان) مما عبدت صفات القلب عجل الدنيا (أسفا) على ما فات لها من عبادة الحق قال بتسما خلفتمونى من بعدى حيث لم تسيروا سيرى (أمجاتم أمر ربكم) بالرجوع إلى الفاني من غير أمره تعالى (وألقى الألواح أى مالاح له من اللوائح الربانية عند استيلاء الغضب الطبيعي وأخذ برأس أخيه) وهو القلب بحره اليه قسرا ، قال ابن أم) ناداه بذلك مع أنه
صفحة:روح المعاني09.pdf/85
المظهر