انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨
تفسير روح المعاني

A تفسير روح المعانى نظيره ، بيد أن هذا القول يحتمل أن يكون تأنيب و تويخالطهم وقوله سبحانه: (فَكَيف أَسَى عَلَى قَوْم كَفرین٩٣) إنكار المضمونه ، أى لقد أعذرت لكم في الابلاغ والنصيحة والتحذير مما حل بكم فلم تسمع واقولى ولم تصدقونى ( فكيف آسي ) أي لا آسى عليكم لانكم لستم أحقاء بالأسى وهو الحزن كما في الصحاح والقاموس أو شدة الحزن كما فى الكشاف ومجمع البيان، ويحتمل أن يكون تأسفاً بهم لشدة حزنه عليهم ، وقوله سبحانه: ( فكيف) الخ إنكار على نفسه لذلك ، وفيه تجريد والتفات على ماقيل حيث جرد عليه السلام من نفسه شخصاً وأنكر عليه حزنه على قوم لا يستحقونه والتفت على الخطاب إلى التكلم ، وذكر بعض المحققين أن الظاهر أنه ليس من الالتفات والتجريد فى شئ فان قال يقتضى صيغة التكلم وهي تنافى التجريد ، وإنما هو نوع من البديع يسمى الرجوع وهو العود على الكلام السابق بالنقض لأنه إذا كان قد أبلغتكم تأسفا ينافي ما بعده فكأنه بدا له ورجع عن التأسف منكراً لفعله الأول ، وقد جاء ذلك كثيرا في كلامهم ومن ذلك قول زهير : قف بالديار التي لم تعفها القدم بلى وغيرها الارواح والديم والنكتة فيه الاشعار بالتوله والذهول من شدة الخيرة لعظم الامر بحيث لا يفرق بين ما هو كالمتناقض من الكلام وغيره ، وابن حجة لا يفرق بين هذا النوع ونوع السلب والايجاب و كأن منشأ ذلك اعتماده في النوع الاخير على تعريف أبى هلال العسكرى له ولو اعتمد على تعريف امام الصناعة ابن أبي الاصبع لما اشتبه عليه الفرق، وعلى الاحتمالين في قوله سبحانه : ( على قوم) الخ إقامة الظاهر مقام الضمير للاشعار بعدم استحقاقهم التأسف عليهم الكفرهم ، وقرأ يحيى بن وثاب فكيف ايسى بكسر الهمزة وقلب الالف ياء على لغة من يكسر حرف المضارعة كقوله : قعيدك أن لا تسمعينى ملامة ولا تنكى جرح الفؤاد فييجعا وإمالة الألف الثانية ، هذا ثم أن شعيبا عليه السلام بعد هلاك من أرسل اليهم نزل مع المؤمنين به بمكة حتى ماتوا هناك وقبورهم على ماروى عن وهب بن منبه فى غربى الكعبة بين دار الندوة وباب سهم . وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال في المسجد الحرام قبر ان ليس فيه غيرهما قبر اسماعيل وقبر شعيب عليهما السلام أما قبر إسماعيل ففى الحجر وأما قبر شعيب فمقابل الحجر الأسود، وروى عنه أيضاً أنه عليه السلام كان يقرأ الكتب التى كان الله تعالى أنزلها على إبراهيم عليه السلام ، ومن الغريب مانقل الشهاب أن شعيبا إثنان وأن صهر موسى عليهما الصلاة والسلام من قبيلة من العرب تسمى عنزة وعنزة بن 3 أسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان وبينه وبين من تقدم دهر طويل فتبصر والله تعالى أعلم . ( وَمَا أَرْسَلْنَا في قرية من أبي ) إشارة إجمالية إلى بيان احوال سائر الامم المذكورة تفصيلا، وفيه تخويف لقريش وتحذير، ومن سيف خطيب جيء بها لتأكيد النفى، وفى الكلام حذف صفة في أي كذب أو كذبه أهلها ( ألا أخذنا أهلها ) استثناء مفرغ من أعم الأحوال (وأخذنا ) في موضع نصب على الحال من فاعل (أرسلنا) وفى الرضى أن الماضى الواقع حالا إذا كان بعد الافاكتفاؤه بالضمير من دون الواو، وقد كثر نحو ما الفيته إلا أكرمنى لأن دخول الا فى الاغلب الاكثر على الاسم فهو بتأويل الامكر ما لى فصار كالمضارع المثبت وما فى هذه الآية من هذا القبيل، وقد يحى. مع الواو وقد نحو ما لقيته إلا وقد أكرمنى، ومع الواو وحدها