انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧١

مبحث في تفسير قوله تعالى : ( ولما سكت عن موسى الغضب) الخ و يعجبنى قول بعضهم : : وما أولى هذا المذنب به : والماسكت أنا مذنب أنا مخطئ أنا عاصى هو غافر هو راحم هو عافى VI قابلتهن ثلاثة بثلاثة وستغلين أوصافه أوصافى ولما سَكَتَ عَن مُوسَى الْغَضَبُ ) شروع في بيان بقية الحكاية اثر ما بين تحزب القوم إلى مصر و تائب، والاشارة إلى مالكل منهما اجمالا ، أى والماسكت عنه الغضب باعتذار أخيه وتوبة القوم ، وهذا صريح في أن ما حكى عنهم من الندم وما يتفرع عليه كان بعد نجى موسى عليه السلام ، وقيل : المراد ولما كسرت سورة غضبه عليه السلام وقل غيظه باعتذار أخيه فقط لا أنه زال غضبه بالكلية لأن توبة القوم ما كانت خالصة بعد، وأصل السكوت قطع الكلام ، وفي الكلام استعارة مكنية حيث شبه الغضب بشخص ناه آمر و أثبت له السكوت على طريق التخييل ، وقال السكالى : إن فيه استعارة تبعية حيث شبه سكون الغضب وذهاب حدته بسكون الآمر الناهي والغضب قرينتها ، وقيل : الغضب استعارة بالكناية عن الشخص الناطق والسكوت استعارة تصريحية لسكون هيجانه وغليانه فيكون فى الكلام مكنية قرينتها تصريحية لا تخيلية ، وإياما كان ففى الكلام مبالغة وبلاغة لا يخفى علو شأنهما ، وقال الزجاج : مصدر سكت الغضب السكتة ومصدر سكت الرجل السكوت وهو يقتضى أن يكون سكت الغضب فعلا على حدة ؛ وقيل ونسب إلى عكرمة : إن هذا من القلب وتقديره و الماسكت. وسى عن الغضب ، ولا يخفى أن السكوت كان أجمل بهذا القائل إذ لا وجه لماذكره . وقرأ معاوية بن قرة ( سكن ) والمعنى على ذلك ظاهر إلا أنه على قراءة الجمهور أعلى كعبا عند كل ذى طبع سليم وذوق صحيح ، وقرى ( سكت ) بالبناء لما لم يسم فاعله والتشديد للتعدية و (أسكت) بالبناء لذلك أيضا على أن المسكت هو الله تعالى أو أخوه أو التائبون ( أَخَذَ الألواح ) التي ألقاها ) وفى نسختها ) أى فيما نسخ فيها وكتب ، ففعلة بمعنى مفعول كالخطبة ، والنسخ الكتابة ، والاضافة بيانية أو بمعنى في ، و إلى هذا ذهب الجبائى وأبو مسلم وغيرهما ، وقيل : معنى منسوخة ما نسخ فيها من اللوح المحفوظ ، وقيل : النسخ هذا بمعنى النقل، والمعنى فيما نقل من الالواح المنكسرة . و ة . وروى عن ابن عباس . وعمرو بن دينار أن موسى عليه السلام لما ألقى الالواح فتكسر منها ما تكسر صام أربعين يوما فرد عليه ما ذهب في لوحين وفيهما ما في الأول بعينه وكأنه نسخ من الاول ( هدى ) أى بيان الحق عظيم ( وَرَحمة ) جليلة بالارشاد . > from a إلى ما فيه الخير والصلاح ( للذين هم لرهم يرهَبُونَ ١٥٤) أي يخافون أشد الخوف ، واللام الاولى متعلقة بمحذوف وقع صفة لما قبله أو هي لام الاجل أى هدى ورحمة لأجلهم ، والثانية لتقوية عمل الفعل المؤخر كما في قوله سبحانه : ( إن كنتم للرؤيا تعبرون) أوهى لام العلة والمفعول محذوف أى يرهبون المعاصى لأجل ربهم لا للرياء والسمعة ، واحتمال تعلقها بمحذوف أى يخشون لربهم كما ذهب اليه أبو البقاء بعيد وأختار مُوسَى قومه ) تتمة لشرح أحوال بنى اسرائيل ، وقال البعض : إنه شروع في بيان كيفية استدعاء التوبة وكيفية وقوعها ) واختار ) يتعدى إلى اثنين ثانيهما مجرور بمن وقد حذفت هنا وأوصل الفعل والاصل من قومه ، ونحوه قول الفرزدق : .