7A تفسير روح المعاني الذوق كما لا يخفى على ذويه ، ومثله القول بأنه إنما كان لتسكين هرون لما رأى به من الجزع والقاق ، وقال أبو على الجبائي : إن موسى عليه السلام أجرى أخاه مجرى نفسه فصنع به ما يصنع الانسان به عند شدة الغضب ، وفق ، ، وقال الشيخ المفيد من الشيعة : إن ذلك للتألم من خلال قومه وإعلامهم على أبلغ وجه عظم ما فعلوه لينز جروا عن مثله ولا يخفى أن الأمر على هذا من قبيل : غيرى جنى وأنا المعاقب فيكم فكاتي سبابة المتندم ولعل ما أشرنا اليه هو الأولى . وجملة (يجره) في موضع الحال من ضمير موسى أو من رأس أو من أخيه لأن المضاف جزء منه وهو أحد ما يجوز فيه ذلك ، وضعفه أبو البقاء وقال أى هرون مخاطبا لموسى عليه السلام إزاحة لظنه ابن ام بحذف حرف النداء لضيق المقام وتخصيص الأم بالمذكر مع كونهم اشقيقين على الأصح للترقيق ، وقيل : لأنها قامت بتربيته وقاست فى تخليصه المخاوف والشدائد ، وقيل : إنهرون عليه السلام كانت آثار الجمال والرحمة فيه ظاهرة كما ينبئ عنه قوله تعالى : ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هرون نبيا) وكان مورده و مصدره ذلك ، ولذا كان يلهج بذكر ما يدل على الرحمة ، ألا ترى كيف تلطف بالقوم لما قدموا على ماقدموا فقال : ياقوم (إنما فتتم به وإن ربكم (الرحمن) ومن هنا ذكر الأم ونسب اليها لأن الرحمة فيها أتم ولولاها ما قدرت على تربية الولد وتحمل المشاق فيها وهو منزع صوفي كما لا يخفي ، واختلف في اسم أمهما عليهما السلام فقيل : محيانة بنت يصهر بن لاوى ، وقيل : يوحانذ ، وقيل : يارخا ، وقيل: بازخت ، وقيل : غير ذلك ، ومن الناس من زعم أن لاسمها رضى الله تعالى عنها خاصية في فتح الاقفال وله رياضة مخصوصة عند أرباب الطلاسم والحروف وما هى إلا رهبانية ابتدعوها ما أنزل الله تعالى بها من كتاب * وقرأ ابن عامر. وحمزة والكسائي . وأبو بكر عن عاصم هنا وفى طه (ابن أم) بالكسر وأصله ابن أمي فحذفت الياء اكتفاء بالكسرة تخفيفاً كالمنادى المضاف إلى الياء . وقرأ الباقون بالفتح زيادة في التخفيف أو تشبيها بخمسة عشر ( إن القوم الذين فعلوا ما فعلوا استضعفونى ) أى استذلونى و قهرونى ولم يبالوا بي لقلة أنصارى وكادوا يقتلوني) وقار بواقتلى حين نهيتهم عن ذلك ، والمراد أني بذلت وسعى فى كفهم ولم آل جهدا في منعهم فَلَا تشمت بي الأعداء ) أى فلا تفعل ما يشمتون بى لاجله فانهم لا يعلمون سرفعلك ، والشماتة سرورا العدو بما يصيب المرء من مكروه . وقرىء (فلا تشمت بي الاعداء) بفتح حرف المصارعة وضم الميم ورفع الاعداء - خطهم الله تعالى وهو كناية عن ذلك المعنى أيضا على حد لا أرينك ههنا . والمراد من الأعداء القوم المذكورون إلا أنه أقيم الظاهر
3010 1. مقام ضميرهم ولا يخفى سره ) ولا تجعلنى مع القوم الظلمين ١٥٠) أي لا تجعلني معدودا في عدادهم ولا تسلك بي سلوكك بهم فى المعاتبة ، أو لا تعتقدنى واحدا من الظالمين مع براءتي منهم ومن ظلمهم ، فالجعل مثله في قوله تعالى : ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إنانا ) ( قال ) استئناف مبنى على سؤال نشأ من حكاية الاعتذار كأنه قيل فماذا قال موسى عليه السلام عند اعتذار أخيه؟ فقيل : قال ( رَبِّ اغفرلى ) ما فعلت بأخي قبل جلية الحال وحسنات الابرار سيئات المقربين ( ولأخى ) إن كان اتصف بما يعد ذنبا