تفسير قوله تعالى : ( عجلا جسدا له خوار) ٦٣ وقيل : إنها على ما يتبادر منها بناء على أن القوم ملكوها بعد أن ألقاها البحر على الساحل بعد غرق القبط أو بعد أن استعاروها منهم وهلكوا . قال الأمام : روى أنه تعالى لما اراد اغراق فرعون وقومه لعلمه أنه لا يؤمن أحد منهم أمر موسى : عليه السلام بنى اسرائيل أن يستعيروا حلى القبط ليخرجوا خلفهم لأجل المال أو لتبقى أموالهم في أيديهم . واستشكل ذلك بكونه أمرا بأخذ مال الغير بغير حق ، وإنما يكون غنيمة بعد الهلاك مع أن الغنائم لم تكن حلا لا لهم لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلى أحلت لى الغنائم » الحديث على أن ما نقل عن القوم فى سورة طه من قولهم : (حملنا أوزارا من زينة القوم) يقتضى عدم الحل أيضا . وأجيب بأن ذلك أن تقول : إنهم لما استعبدوهم بغير حق واستخدموهم وأخذوا أموالهم وقتلوا أولادهم ملكهم الله تعالى أرضهم وما فيها ، فالأرض الله تعالى يورثها من يشاء من عباده ، وكان ذلك بوحى من الله تعالى لا على طريق الغنيمة ، ويكون ذلك على خلاف القياس وكم فى الشرائع مثله ، والقول المحكى سيأتى إن شاء الله تعالى مافيه ، وهذه الجملة ما قال الطيبي عطف على قوله سبحانه : (وواعدنا موسى) عطف قصة على قصة * وقر أحمزة . والكسائي ( حليهم ) بكسر الحاء إتباعا الكسر اللام كدلى وبعض ( حليهم) على الافراد وقوله سبحانه: عجلا) مفعول أتخذ بمعنى صاغ وعمل، أخر عن المجرور لما مر آنها ، وقيل : إن اتخذ متعد إلى اثنين وهو بمعنى صير والمفعول الثانى محذوف أى إلها، والعجل ولد البقر خاصة وهذا ما يقال لولد الناقة حوار ولولد الفرس مهر ولولد الحمار جحش ولولد الشاة حمل ولولد العنز جدى ولولد الاسد شبل ولولد الفيل دغفل ولولد الكاب جرو ولولد الظبي خشف واولد الادوية غفر ولولد الضبع فرعل وأولد الدب ديسم ولولد الخنزير خنوص ولولد الحية حريش واولد النعام رأل ولولد الدجاجة فروج و لولد الفأر درص ولولد الضب حسل إلى غير ذلك ، والمراد هنا ما هو على صورة العجل . وقوله تعالى: (جسدا ) بدل من عجلا أو عطف بيان أو نعت له بتأويل متجسدا ، وفسر بيدن ذى لحم ودم ، قال الراغب : الجسد والجسم لكنه أخص منه ، وقيل : إنه يقال لغير الانسان من خلق الأرض ونحوه ، ويقال أيضا لما له لون والجسم لما لا يبين له لون ، ومن هنا على ما قيل قيل للزعفران الجساد ولما أشبع صبغه من الثياب مجسد ، وجاء المجسد أيضا بمعنى الاحمر، وبعض فسر الجسد به هنا فقال : أى أحمر من ذهب ) له خوار ) هو صوت البقر خاصة كالثغاء للغنم واليعار للمعز والنبيب للتيس والنباح للكلب والزئير للاسد والعواء والوعوعة وعة للذئب والضباح للتعلب والقباع للخنزير والمؤاء للهرة ، والنهيق والسحيل للحمار والصهيل والضبح والقنع والحمحمة للفرس والرغاء للناقة والصنى للفيل والبتغم للظبي والضعيب للأرنب والعرار للظليم والصرصرة للبازي والعقعقة للصقر و الصغير للنسر و الهدير للحمام والسجع للقمرى والسقسقة للعصفور والنعيق والنعيب للغراب والصقاء والزقاء للديك والقوقاء والنقيقة للدجاجة والفحيح للحية والنقيق للضفدع و الصيء للعقرب والفأرة والصرير كالهواء للجراد إلى غير ذلك . وعن على كرم الله تعالى وجه أنه قرأ (جوار) بحيم مضمومة وهمزة ، وهو الصوت الشديد، ومثله الصباح
صفحة:روح المعاني09.pdf/63
المظهر