انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦١

مبحث في قوله تعالى : (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) الخ ٦١ أمنهم ، وقيل : هو جواب سؤال مقدر ناشئ من الوعد بادخال أرض الجبابرة والعمالقة على أن المراد بالآيات ماتلی آنها و نظائره وبالصرف عنها إزالة المتكبرين عن مقام معارضتها وممانعتها لوقوع اخبارها وظهور أحكامها و آثارها با هلاكهم على يدموسى أو يوشع عليهما السلام ، كأنه قيل: كيف ترى دارهم وهم فيها؟ فقيل لهم : سأهلكهم، وإنما عدل إلى الصرف ليزدادوا ثقة بالآيات واطمئنانا بها ؛ وعلى هذين القولين يكون الكلام مع موسى عليه السلام والآية متعلقة إما بقوله سبحانه: (سأريكم) وإما بما تقدمه على الوجه الذى أشير اليه آنفا ، وجوز الطيبي كونها متصلة بقوله تعالى: (وأمر) الخر على معنى الأمر كذلك واما الارادة فإني سأصرف عن الاخذ با ياتي أهل الطبع والشقاوة ، وقيل : الكلام مع كافرى مكة والآية متصلة بقوله عز شأنه : (أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها) الآية ، وإيراد قصة . موسى عليه السلام وفرعون للاعتبار أى سأصرف المتكبرين عن إبطال الآيات وإن اجتهدوا كما فعل فرعون فعاد عليه فعله بعكس ما أراد ، وقيل : إن الآية على تقدير كون الكلام مع قوم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اعتراض فى خلال ماسيق للاعتبار ومن حق من ساق قصة له أن ينبه على مكانه كلما وجد فرصة التمكن منه وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح لاظهار الاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر مع أن في المؤخر نوع طول يخل تقديمه بتجاوب أطراف النظم الجليل، واحتج بالآية بعض أصحابنا على أن الله تعالى قد يمنع عن الايمان ويصد عنه وهو ظاهر على تقدير أن يراد بالصرف المنع عن الايمان وليس بمتعين كما علمت ، وقد خاض المعتزلة في تأويلها فأولوها بوجوه ذكرها الطبرسي ( بغير الحق) إماصلة للتكير على معنى يتكبرون ويتعززون بما ليس بحق وهو دينهم الباطل وظلمهم المفرط أو متعلق بمحذوف هو حال من فاعله أى يتكبرون ملتبسين بغير الحق وما له يتكبرون غير محقين لأن التكبر بحق ليس إلا لله تعالى كما فى . الحديث القدسي الذي أخرجه أبو داود عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه الكبرياء ردائي و العظمة ازاری فمن نازعنى في واحد منهما قذفته في النار » . وقيل : المراد أنهم يتكبرون على من لا يتكبر كالأنبياء عليهم السلام لأنه الذي يكون بغير حق ، وأما التكبر على المتكبر فهر بحق لما في الأثر التكير على المتكبر صدقة، و أنت تعلم أن هذا صورة تكبر لا تكبر حقيقة فلعل مراد هذا القائل : إن التقييد بما ذكر لاظهار أنهم يتكبرون حقيقة وَإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) عطف على يتكبرون داخل معه في حكم الصلة ، والمراد بالآية إما المنزلة فالمراد برؤيتها مشاهدتها والاحساس بها بسماعها أو ما يعمها وغيرها من المعجزات ، فالمراد برؤيتها مطلق المشاهدة المنتظمة للسماع والابصار ، وفسر بعضهم الآيات فيما تقدم بالمنصوبة في الآفاق والأنفس ، والآية هنا بالمنزلة أو المعجزة لئلا يتوهم الدور على ماقيل فليفهم . ، وجوز أن يكون عطفاً على سأصرف للتعليل على منوال قوله سبحانه : ( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله على رأى صاحب المفتاح ، وأ ، وأيا ما كان فالمراد عموم النفى لا نفى العموم أى كفر وا بكل اية آية ( وإن يروا سبيل الرشد ) أى طريق الهدى والسداد لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ) أى لا يتوجهون اليه ولا يسلكونه أصلا لاستيلاء الشيطنة عليهم . وقرأ حمزة والكسائي (الرشد) بفتحتين، وقرئ (الرشاد) و ثلاثها لغات كالسقم والسقم والسقام، وفرق D 10