انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٠
تفسير روح المعاني

٦٠ تفسير روح المعاني بالمعنى المعنى من أفعال الشروع ليس هذا استعمالها المعهود في كلامهم على أن فيه بعد مافيه ، ومثل هذا كون ضمير أحسنها عائدا إلى قوة على معنى مرهم يأخذوها بأحسن قوة وعزيمة فيكون أمرا منه سبحانه أن يأمرهم بأخذها كما أمره به ربه سبحانه إلا أنه تعالى اكتفى فى أمره عن ذكر الأحسن مما أشار اليه التنوين فان ذلك خلاف المأثور المنساق إلى الفهم مع أنا لم نجد في كلامهم أحسن قوة ومفعول يأخذوا عليه محذوف كما في بعض الاحتمالات السابقة غير أنه فرق ظاهر بين ماهنا وما هناك . سأريكم دار الفقين ١٤٥) توكيد لأمر القوم بالاخذ بالاحسن وبعث عليه على نهج الوعيد والترهيب بناء على ما روى عن قتادة . وعطية العو فى من أن المراد بدار الفاسقين دار فرعون وقومه بمصر ورأى بصرية، وحوز أن تكون علمية والمفعول الثالث محذوف أى سأريكم إياها خاوية على عروشها لتعتبروا وتجدوا ولا تهاونوا في أمتثال الأمر ولا تعملوا أعمال أهلها ليحل بكم ما حل بهم ، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب ، ، وحسن موقعه قصد المبالغة في الحث وفي وضع الاراءة موضع الاعتبار اقامة السبب مقام المسبب مبالغة أيضا كقوله تعالى : (قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) وفي وضع دار الفاسقين موضع ارض مصر الاشعار بالعلية والتنبيه على أن يحترز وا ولا يستنوا بسنتهم من ! ن الفسق، والسين للاستقبال لأن ذلك قبل الرجوع إلى مصركما في الكشف * وقال الكلبي : المراد بدار الفاسقين منازل عاد و ثمود والقرون الذين هلكوا ، وعن الحسن، وعطاء أن المراد بها جهنم ، وايا ما كان فالكلام على النهج الأول أيضاً ، ويجوز أن يكون على نهج الوعد والترغيب بناء على ماروى عن قتادة أيضاً من أن المراد بدار الفاسقين أرض الجبابرة والعمالقة بالشام فانها مما أبيح لبنى اسرائيل وكتب لهم حسبما ينطق به قوله عز وجل: (ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم) ومعنى الاراءة الادخال بطريق الايراث ، ويؤيده قراءة بعضهم (سأورثكم) ، وجوز على هذا أن يراد بالدار مصر، وفي الكلام على هذه القراءة وارادة أرض مصر من الدار تغليب لأن المعنى سأورتك وقومك أرض مصر، ولا يصح ذلك عليها إذا أريد من الدار أرض الجبابرة بناء على أن موسى عليه السلام لم يدخلها وإنما دخلها يوشع مع القوم بعد وفاته عليه السلام ، و يصح بناء على القول بأن موسى عليه السلام دخلها ويوشع على مقدمته ، وجوز اعتبار التغليب على القراءة المشهورة أيضاً ، وقرأ الحسن (سأوريكم) بضم الهمزة وواو ساكنة ورأء خفيفة مكسورة وهي لغة فاشية في الحجاز، والمعنى سأبين لكم ذلك وأنوره على أنه من أوريت الزند ، واختار ابن جني في تخريج هذه القراءة ولعله الاظهر أنها على الاشباع كقوله : * من حيثما سلكوا أدنو فأنظور و سَأَصْرِفُ عَن ايتى الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ في الأرض ) استئناف مسوق على ماقال شيخ الاسلام لتحذير هم عن التكبر الموجب لعدم التفكر في الآيات التي كتبت فى ألواح التوراة المتضمنة للمواعظ والأحكام أو ما يعمها وغيرها من الآيات التكوينية التى من جملتها ما وعدوا اراءته من دار الفاسقين ، ومعنى صرفهم عنها منعهم بالطبع على قلوبهم فلا يكادون يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها لاصرارهم على ما هم عليه من التكبر و التجبر كقوله سبحانه : ( فلما زاغوا اراغ الله قلوبهم ) أى سأطبع على قلوب الذين يعدون أنفسهم كبراء ويرون أن لهم ارتفاعا في العالم السفلى ومزية على الخلق فلا ينتفعون بآياتي ولا يغتنمون مغانم آثارها فلا تسلكوا مسلكهم فتكونوا ر.