انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦
تفسير روح المعاني

1 تفسير روح المعاني ودخلتم في ملته وفارقتم ملة آبائكم هو انكم اذا تخسرون ٩٠ اى مغيونون لاستبدالكم الضلالة بالهدى ولفوات ما يحصل لكم بالبخس والتطفيف فالخسران على الأول استعارة وعلى الثاني حقيقة و إلى تفسير الخاسرين بالمغبونين ذهب ابن عباس، وعن عطاء تفسيره بالجاهلين ، وعن الضحاك تفسيره بالفجرة ، واذا حرف جواب وجزاء معترض كما قال غير واحد بين إسم ان وخبرها . وقيل : هى إذا الظرفية الاستقبالية وحذفت الجملة المضاف اليها وعوض عنها التنوين، وردها ، أبو حيان بأنه لم يقله أحد من النحاة ، والجملة جواب للقسم الذي وطأته اللام بدليل عدم الاقتران بالفاء وسادة مسدجواب الشرط وليست جوا بالهما معا كما يوهمه كلام بعضهم مخالفته للقواعد النحوية يلزم فيه أن يكون جملة واحدة لها محل من الاعراب ولا محل لها وان جاز باعتبارين ) فأخذتهم الرجفة ) أى الزلزلة كما قال الكلبي و في سورة هود (وأخذت الذين ظلموا الصيحة) أي صيحة جبريل عليه السلام ، ولعلها كانت من مبادى الرجفة فأسند اهلا كهم إلى السبب القريب تارة وإلي البعيد أخرى ، وقال بعضهم : إن القصة غير و احدة فان شعيبا عليه السلام بعث إلى أمتين أهل مدين وأهل الأيكة فأهلكت أحداهما بالرجفة والاخرى بالصيحة، وفيه أنه إنما يتم لولم يكن هلاك أهل مدين بالصيحة ، والمروى عن قتادة أنهم الذين أهلكوا بها وأن أهل الأيكة أهلكوا بالظلمة . لانه كما قيل مع Fres ° وجاء في بعض الآثار أن أهل مدين أهلكوا بالظلة والرجفة ، فقد روى عن ابن عباس وغيره في هذه الآية إن الله تعالى فتح عليهم بابا من جهنم فأرسل عليهم حرا شديدا فأخذ بأنفاسهم ولم ينفعهم ظل ولا ماء فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أشد حرا من الظاهر فخر جرا إلى البرية فبعث الله تعالى سحابة فيهاريح طيبة فأظلتهم فوجدوا لها بردا فنادى بعضهم بعضاً حتى اجتمعوا تحتها رجالهم ونساؤهم وصبياهم فألهبها عليهم نارا ورجفت بهم الأرض فاحترقوا كما يحترق الجراد المقلى وصاروا رمادا . ويشكل على هلا كهم جميعا نساء ورجالا ما نقل عن عبد الله البجلي قال : كان أبو جاد وهو ز و حطى وكلمن وسعفص و قرشت . لوك مدين وكان ملكهم فى زمن شعيب عليه السلام كلمن فلما هلك . يوم الظلة رثته ابنته بقولها : ظمن قدهد ركنى هلكه وسط المحله سيد القوم أتاه الحتف نار تحت ظله جعلت نار عليهم دارهم كالمضمحله اللهم إلا أن يقال : إنها كانت مؤمنة فنجت ، وقد يقال : إن هذا الخبر مما ليس له سند يعول عليه * فَأَصْبَحُوا في دارهم جَمِينَ ٩١ ) تقدم نظيره ( الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعيباً ) استئناف لبيان ابتلائهم بشوم قولهم: (لنخر جنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا ) والموصول مبتدأخبره قوله تعالى: وكان لم يغنوا فيها ) أي لم يقيموا في دارهم وقال قتادة : المعنى كأن لم يعيشوا فيها مستغنين، وذكر غير واحد أنه يقال: غنى بالمكان يغنى غنى وغنيانا إذا أقام به دهرا طويلا ، وقيده بعضهم بالاقامة فى عيش رغد ، وقال ابن الانباري كغيره: إنه من الغنى ضد الفقر كما في قول حاتم : غنيناز مانا بالتصعلك والغنى فكلا سقاناه بكا سهما الدهر فما زاد تا بغيا على ذى قرابة غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر