٥٨ تفسير روح المعاني موسی عليه السلام عجب من الخير الذي قال لأشياء كونى فكانت ، وأخرج عبد بن حميد عن وردان بن خالد قال: خلق الله تعالى آدم بيده و خلق جبريل بيده وخلق القلم بيده وخلق عرشه بيده وكتب الكتاب الذى عنده لا يطلع عليه غيره بيده وكتب التوراة بيده وهذا كله من قبيل المتشابه ، وفى بعض الآثار أنها كتبت قبل الميقات وأنزلت على ماقيل وهي سبعون وقر بعير يقرأ الجزء منه فى سنة لم يقرأها الا أربعة نفر موسى . ويوشم . وعزير. وعيسى عليهم السلام. ومما كتب فيها كما أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ذكر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وذكر أمته وما ادخر لهم عنده وما يسر عليهم فى دينهم وما وسع عليهم فيما أحل لهم حتى إنه جاء أن أعطاه الله تعالى محمداً وأمته وتمنى أن يكون منهم * وأخرج ابن مردويه . وأبو نعيم في الحلية وغيرهما عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله يقول : كان فيها أعطى الله تعالى موسى فى الألواح يا موسى لا تشرك بي شيئاً فقد حق القول مني لتلفحن وجوه المشركين النار ، واشكر لي ولوالديك أقك المتالف وأنستك في عمرك وأحيك حياة طيبة وأقلبك إلى خير منها، ولا تقتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق فتضيق عليك الأرض برحبها والسماء بأقطارها وتبوء بسخطى والنار، ولا تخلف باسمى كاذبا ولا أنما فانى لا أطهر ولا أزكى من لم ينزهى ويعظم أسمائي، ولا تحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلى ولا تنفس عليه نعمتى و رزقى فان الحاسد عدو نعمتى راد لقضائي ساخط لقسمتى التي أقسم بين عبادى ومن يكون كذلك فلست منه وليس منى، ولا تشهد بما لم يع سمعك ويحفظ عقلك ويعقد عليه قلبك فانى واقف أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة ثم سائلهم عنها سؤالا حثيثا، ولا تزن ولا تسرق، ولا تزن بحليلة جارك فأحجب عنك وجهى وتغلق عنك أبواب السماء ، وأحب للناس ما تحب لنفسك، ولا تذبحن لغيرى فانى لا أقبل من القربان إلا ما ذكر عليه اسمى وكان خالصا لوجهي، وتفرغ لى يوم السبت وفرغ لى نفسك وجميع ا أهل بيتك ثم قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن الله تعالى جعل السبت لموسى عليه السلام عيدا ، واختار لنا الجمعة فجعلها عيداء ( خذها بقوة ) أي بجد وحزم قاله ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ، والجملة على إضمار القول عطفا على كتبنا وحذف القول كثير مطرد ، والداعي لهذا التقدير كما قال العلامة الثاني رعاية المناسبة ليكتبنا له لأنه جاء على الغيبة ، ولو كان بدله كتبنا لك لم يحتج إلى تقدير ، وأما حديث عطف الانشاء على الاخبار فلا ضير فيه لأنه يجوز إذا كان بالفاء . وقيل : هو بدل من قوله سبحانه : فخذ ما آتيتك وضعف بأن فيه الفصل بأجنبي وهو جملة كتبنا المعطوفة على جملة (قال) و هو تفكيك للنظم والضمير المنصوب للالواح أو لكل شيء فانه بمعنى الأشياء والعموم لا يكفى في عود ضمير الجماعة بدون تأويله بالجمع ، ، وجوز عوده للتوراة بقرينة السياق، والقائل بالبدلية جعله عائدا إلى الرسالات ؛ والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع حالا من الفاعل أى ملتبسا بقوة، وجوز أن يكون حالا من المفعول أي ملتبسة بقوة براهينها ، والأول أوضح ، وأن يكون صفة مفعول مطلق أي أخذا بقوة . وَأَمر قَوْمَكَ يَأخُذُوا بأحسنها ) أي أحسنها فالباء زائدة كما في قوله : سود المحاجر لا يقرأن بالسور ويحتمل أن تكون بالباء أصلية وهو الظاهر ، وحينئذ فهي إما متعلقة يأخذوا بتضمينه معنى يعملوا أو هو من الأخذ بمعنى السيرة، ومنه أخذ أخذهم أي سار سيرتهم وتخلق ° 0 3
صفحة:روح المعاني09.pdf/58
المظهر