٥٤ تفسير روح المعاني كان ، وحاشا لله من أن أفضل أحدا من أولياء هذه الأمة وأن كانوا هم هم - على أحد من أنبياء بني اسرائيل فضلا عن رسلهم مطلقا فضلا عن أولى العزم منهم وقد ذكر بعض العارفين من باب الاشارة في هذه الآيات ) أن الله تعالى واعد موسى عليه السلام ثلاثين ليلة للتخلص من حجاب الافعال والصفات والذات كل عشرة للتخلص من حجاب ، واختيرت العشرة لأنها عدد كامل كما تقدم الكلام عليه عند قوله سبحانه: (تلك عشرة كاملة) ، لكن بقيت منه بقية ما خلص عنها ، واستعمال السواك في الثلاثين الذى نطقت به بعض الآثار إشارة إلى ذلك فضم إلى الثلاثين عشرة أخرى للتخلص من تلك البقية ، وجاء أنه عليه السلام أمر بأن يتقرب اليه سبحانه بما يتقرب به فى ثلاثين ، وأنزلت عليه التوراة فى العشرة التي ط ضمت اليها لتكمل أربعين ، وهو إشارة إلى أنه بلغ الشهود الذاتى التام في الثلاثين بالسلوك إلى الله تعالى ولم يبق منه شيء بل فني بالكلية وفي العشرة الرابعة كان سلوكه فى الله تعالى حتى رزق البقاء بعد الفتاء بالافاقة ، قالوا : وعلى هذا ينبغي أن يكون سؤال الرؤية في الثلاثين والافاقة بعدها ، وكان التكليم في مقام تجلى الصفات وكان السؤال عن افراط شوق منه عليه السلام إلى شهود الذات فى مقام فناء الصفات مع وجود البقية ، و ( أن تراني ) إشارة إلى استحالة الاثنينية وبقاء الأنية فى مقام المشاهدة ، وهذا معنى قول من قال : رأيت ربي بعين ربي ، وقوله سبحانه : ( ولكن أنظر إلى الجبل) إشارة الى جبل الوجود، أى انظر الى جبل وجودك (فان استقر مكانه فسوف ترانى وهو من باب التعليق بالمحال عنده ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ( أى متلاشيا لا وجود له ( وخر موسى) عن درجة الوجود (صعقا) أى فانيا ( فلما أفاق ) بالوجود الموهوب الحقاني ( قال سبحانك ) أن } تكون مرتبا لغيرك (تبت اليك) عن ذنب البقية ، أو رجعت اليك بحسب العلم والمشاهدة اذ ليس في الوجود سواك (وأنا أول (المؤمنين بحسب الرتبة ، أى أما في الصف الاول من صفوف مراتب الأرواح الذى هو مقام أهل الوحدة ، وقد يقال : ان موسى اشارة الى موسى الروح ارتاض أربعين ليلة لتظهر منه ينابيع الحكمة وقال لأخيه هرون القلب (اخلفنى فى قومى) من الأوصاف البشرية (وأصلح) ذات بينهم على وفق الشريعة وقانون الطريقة (ولا تتبع سبيل المفسدين) من القوى الطبيعية ، ولما حصل الروح على بساط القرب بعد هاتيك الرياضة وتتابعت عليه فى روضات الأنس كاسات المحبة غرد بلبل لسانه في قفص فم وجوده فقال : (رب أرنى أنظر اليك) فقال له : هيهات ذاك وأين الثريا من يد المتناول ؟ أنت بعد في بعد الاثنينية وحجاب جبل الانانية فإن أردت ذلك فخل نفسك وأتقنى وجانب جناب الوصل هيهات لم يكن وها أنت حي ان تكن صادقا مت هو الحب ان لم تقض لم تقض مأربا من الحب فاختر ذاك أو خل خلتى فهان عليه الفناء في جانب رؤية المحبوب ولم يعز لديه كل شيء اذ رأى عزة المطلوب و نادی فقلت لها : روحى لديك وقبضها اليك ومن لى أن تكون بقبضتي وما أنا بالشاتي الوفاة على الهوى وشأنى الوفا تابي سواه سجيتى فبذل وجوده وأعطى موجوده فتجلى ربه الجبل أنانيته ثم من عليه برؤيته وكان ما كان وأشرقت الارض
صفحة:روح المعاني09.pdf/54
المظهر