"1 تفسير قوله تعالى : (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) الخ الارادة وأن الحوادث كلها بمشيئة الله تعالى لما لا يخفى، ولا يحتاج إلى القول بأن ذلك منه عليه السلام رد لدعوى الحصر باحتمال قسم ثالث ، والزمخشري بي تفسيره على عقيدته الفاسدة من وجوب رعاية الصلاح والأصلح وأن الله تعالى لا يمكن أن يشاء الكفر بوجه لخروجه عن الحكمة ، واستدل بقوله سبحانه : (وسع) الخ، ورده ابن المنير بأن موقع ما ذكر الاعتراف بالقصور عن علم العاقبة والاطلاع على الأمور الغائبة . و نظير ذلك قول إبراهيم عليه السلام : (ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربى شيئا وسع ربي كل شي علماً) فانه عليه السلام لمارد الأمر إلى المشيئة وهى مغيبة مجد الله تعالى بالانفراد بعلم الغائبات انتهى، وإلى كون المراد من الاستثناء التأبيد ذهب جعفر بن الحرث والزجاج أيضا وجعلوا ذلك كقول الشاعر : إذا شاب الغراب أتيت أهلى وصار القار كاللبن الحليب و أنت خبير بأن ذلك مخالف للنصوص النقلية والعقلية وللعبارة والاشارة ، وقال الجبائي. والقاضي: المراد بالملة الشريعة وفيها ما لا يرجع إلى الاعتقاد ، ويجوز أن يتعبد الله تعالى عباده به ومفعول المشيئة العود إلى ذلك أي ليس لنا أن نعود إلى ملتكم إلا أن يشاء الله تعالى عودنا بأن يتعبدنا بها و ينقلنا إليها وينسخ مانحن فيه من الشريعة ، وقيل : المراد إلا أن يشاء الله تعالى أن يمكنكم من إكراهنا ويخلى بينكم وبينه فنعود إلى إظهار ملتكم مكرهين، وقوى بسبق (أو) لوكنا كارهين . وقيل : إن الهاء في قوله سبحانه ( فيها) يعود إلى القرية لا الملة فيكون المعنى أنا سنخرج من قريتكم ولا نعود فيها إلا أن يشاء الله بما ينجزه لنا من الوعد فى الاظهار عليكم والظفر بكم فتعود فيها ؛ وقيل : إن التقدير إلا أن يشاء الله أن يردكم إلى الحق فنكون جميعا على ملة واحدة ، ولا يخفى أن كل ذلك مما يضحك الشكلى وبالجملة الآية ظاهرة فيما ذهب اليه أهل السنة وسبحان من سد باب الرشد عن المعتزلة * ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ) اعراض عن مفاوضتهم أثر ماظهر من عتوهم وعنادهم وإقبال على الله تعالى بالدعاء والفتح بمعنى الحكم والقضاء لغة الحمير أو المراد . والفتاح عندهم القاضى والفتاحة بالضم الحكومة . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى أنه قال: الفتح القضاء لغة يمانية . وأخرج البيهقي وجماعة عن ابن عباس قال : ما كنت أدرى ما قوله (ربنا افتح) حتى سمعت ابنة ذي يزن و قد جرى بيني وبينها كلام فقالت أفاتحك تريد أقاضيك و ( بيننا ) منصوب على الظرفية و التقييد بالحق لاظهار النصفة ، وجوز أن يكون محاز آعن البيان والاظهار واليه ذهب الزجاج ، ومنه فتح المشكل لبيانه وحله تشبيها له بفتح الباب وإزالة الاغلاق حتى يوصل إلى ما خلفها وبيننا على ماقيل مفعول به بتقدير ما بيننا و وانت خير الفتحين ٨٩ ) أي الحاكمين لخلو حكمك الجور والحيف أو المظهرين لمزيد عليك وسعة قدرتك والجملة تذييل مقرر المضمون ما قبله . وَقَالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا من قومه ) عطف على ( قال الملا ) الخ والمراد من هؤلاء الملا" يحتمل أن يكون أولئك المستكبرين وتغيير الصالة لما أن مناط قولهم السابق هو الاستكبار ويكون هذا حكاية لاضلالهم بعد حكاية ضلالهم على ماقيل ، ويحتمل أن يكون غيرهم ودونهم في الرتبة شأنهم الوساطة بينهم وبين العامة والقيام بأمورهم حسبما يراه المستكبرون، أى قالوا لأهل ملتهم تنفيراً لهم وتثبيطا عن الإيمان بعد أن شاهدوا صلابة شعيب عليه السلام ومن معه من المؤمنين فيه وخافوا أن يغارة وهم ( اين اتبعتم شميسا 1851 عن ،
صفحة:روح المعاني09.pdf/5
المظهر