انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٧

. مبحث من تفسير قوله تعالى : (لن) ترانى ولكن انظر إلى الجبل) الخ ٤٧ الرؤية اليه دونهم ليكون منعه أبلغ فى دفعهم وردعهم عما سألوه تنبيها بالأعلى على الأدنى، وإلى هذا ذهب الجاحظ ومتبعوه ، الرابع أنا سلمنا أنه سأل لنفسه لكن لا تسلم أن ذلك ينا فى العلم بالاحالة إذ المقصود من سؤالها إنما هو أن يعلم الاحالة بطريق سمعى مضاف إلى ماعنده من الدليل العقلى لقصد التأكيد ، وذلك جائز كما يدل عليه طلب إبراهيم عليه السلام ارامة كيفية إحياء الموتى ، وقوله : (ولكن ليطمئن قلبي) وإلى ذلك ذهب أبو بكر الأصم ، الخامس أنا سلمنا أن سؤال الرؤية ينا فى العلم بالاحالة لكنا نلتزم القول بعدم العلم وهو غير قادح فى نبوته عليه السلام فان النبوة لا تتوقف على العلم بجميع العقائد الحقة أو جميع ما يجوز عليه تعالى ومالا يجوز بل على ما يتوقف عليه الغرض من البعثة والدعوة إلى الله تعالى وهو وحدانيته وتكليف عباده بالأوامر والنواهى تحريضاً لهم على النعيم المقيم ، وليس امتناع الرؤية من هذا القبيل ، ويؤيد ذلك أنه سأل وقوع الرؤية في الدنيا وهى غير واقعة عندنا و عندكم ، ونسب هذا القول إلى الحسن منا وهو غريب منه * السادس أنا سلمنا العلم بالاحالة لكن لا نسلم امتناع السؤال وإنما يمتنع أن لو كان محرما في شرعه لم لا يجوز أن لا يكون محرما ؟ ، السابع أنا سلمنا الحرمة لكن لا تسلم أن ذلك كبيرة لم لا يجوز أن يكون صغيرة وهى غير ممتنعة على الأنبياء عليهم السلام ؟ * وتكلموا على الوجه الثانى من وجهين : الأول أنا لا نسلم أنه علق الرؤية على أمر ممكن لأن التعليق لم يكن على استقرار الجبل حال سكونه وإلا لوجدت الرؤية ضرورة وجود الشرط لأن الجبل حال سكونه كان مستقراً بل على استقراره حال حركته وهو محال لذاته ، والثاني أنا و إن سلمنا أن استقرار الجبل ممكن لكن لا نسلم أن المعلق بالممكن ممكن فانه يصح أن يقال: إن انعدم المعلول انعدم ، والعلة قد تكون ممتنعة العدم مع إمكان المعلول فى نفسه كالصفات بالنسبة إلى الذات عند المتكلمين ، والعقل الأول ، بالنسبة اليه تعالى عند الحكماء ، فيجوز أن تكون الرؤية الممتنعة متعلقة بالاستقرار الممكن، والسر في جواز ذلك أن الارتباط بين المعلق والمعلق عليه إنما هو بحسب الوقوع بمعنى أنه إن وقع عدم المعلول وقع عدم العلة، والممكن الذاتي قد يكون ممتنع الوقوع كالممتنع الذاتي فيجوز التعليق بينهما وليس الارتباط بينهما بحسب الامكان حتى يلزم من إمكان المعلق عليه إمكان المعلق ، ثم إنا وإن سلمنا دلالة ماذكرتموه من الوجهين على جواز الرؤية فهو معارض بما يدل على عدم الجواز فان (لن) فى الآية لتأييد النفى وتأكيده وأيضا قول موسى عليه السلام : (تبت اليك) دليل كونه مخطئاً فى سؤاله ولو كانت الرؤية جائزة ما كان مخطئا، والزمخشري عامله الله تعالى بعدله زعم أن الآية أبلغ دليل على عدم إمكان الرؤية، وذكر في كشافه ماذكر و قال: ثم أعجب من المتسمين بالاسلام المسمين بأهل السنة والجماعة كيف اتخذوا هذه العظيمة مذهبا ولا يغرنك تستر هم بالبلكفة فانه من منصوبات أشياخهم، والقول ماقال بعض العدلية فيهم : العلة وجماعة سموا هواهم سنة الجماعة حمر العمري مو كفه قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتستروا بالبلكفه وأجيب عن قولهم : إنه عليه السلام إنما سأل العلم الضرورى بأنه لو كانت الرؤية بمعنى العلم الضروري لكان النظر المذكور بعد أيضا بمعناه وليس كذلك ، فان النظر الموصول بالى نص في الرؤية لا يحتمل سواه فلا يترك للاحتمال . وفي شرح المواقف أن طلب العلم الضروري لمن يخاطبه ويناجيه غير معقول ، وأورد عليه العلم