of 3D دو تفسیر روح المعاني إن عدنا في منكم ) التي هي الشرك وزعمنا كما زعمتم أن الله سبحانه ندأ تعالى عن ذلك علوا كبير . بعد إذ نجينا الله منها ) وعلم نا بطلانها وأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أى إن عدنا في ملتحكم فقد افترينا ، واستشكل ذلك بأن الظاهر فيما إذا كان الجواب مثل ماذكر أن يتعلق ظهوره والعلم به بالشرط نحو ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) و (إلا تنصروه فقد نصره الله وإنا كرمتنى اليوم فقد أكرمتك أمس، والمقصود هنا تقييد نفس الافتراء بالعود ، ولفظ قد وصيغة الماضى يمنعانه ، والجواب ما أشار اليه الزمخشرى من أنه من باب الاخراج لا على مقتضى الظاهر وإيثار قد و الماضى الدالين على التأكيد إما لأنه جواب قسم مقدر أو لأنه تعجب على معنى ما أكذبنا أن عدنا الخ . و وجه التعجب أن المرتد أبلغ في الافتراء من الكافر لأن الكافر مفتر على الله تعالى الكذب حيث يزعم أن الله سبحانه نداً ولا ندله والمرتد مثله في ذلك وزائد عليه حيث يزعم أنه قد تبين له ماخفى عليه من التمييز بين الحق والباطل والحمل على التعجب على ما في الكشف أولى لأن حذف اللام ضعيف ، وجوز أبو حيان تبعاً لابن عطية أن يكون الفعل المذكور قسما لما يقال برئت من الله تعالى إن فعلت كذا وكقول مالك بن الاشتر النخعي : أبقيت وفرى وانحرفت عن العلا ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على ابن هند غارة لم تخل يوماً من ذهاب نفوس وهذا نوع من أنواع البديع وقد ذكره غير واحد من أصحاب البديعيات، ومثله عز الدين الموصلى بقوله: برنت من سلفى والشم من هممى إن لم أدن بتقى مبرورة القسم والباعونية بقولها : لا مكنتى المعالى من سيادتها إن لم أكن لهم من جملة الخدم وَمَا يَكُونُ لَنَا ( أى ما يصح لنا وما يقع فيكون تامة ، وقد يأتى ذلك بمعنى ما ينبغى وما يليق . أن نعود فيها ) في حال من الأحوال أو وقت من الأوقات و إلا أَنْ يَشَاء اللَّهُ رَبَّنا ) أى إلا حال أو وقت مشيئة الله لعودنا ، والتعرض لعنوان الربوبية للتصريح بأنه المالك الذى لا يسأل عما يفعل * 1
و وسع ربنا كل شيء علما ، فهو سبحانه يعلم كل حكمة ومصلحة ومشيئته على موجب الحكمة فكل ما يقع مشتمل عليها ، وهذا إشارة إلى عدم الأمن من مكر الله سبحانه فانه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون ، وفيه من الانقطاع إلى الله تعالى مالا يخفى ، ويؤكد ذلك قوله تعالى : لو عَلى الله توكانا ) فان التوكل عليه سبحانه إظهار العجز والاعتماد عليه جل شأنه، وإظهار الاسم الجليل للمبالغة ، وتقديم المعمول لأفادة الحصر . وفى الآية دلالة على أن الله تعالى أن يشاء الكفر. . وادعى شيخ الاسلام أن المراد استحالة وقوع ذلك كانه قيل : وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله تعالى العود وهيهات ذلك ، ولا يكاد يكون كما ينبي عنه التعرض لعنوان الربوبية ، وقولهم : ( بعد إذ نجانا الله ) فان تنجيته تعالى إياهم منها من دلائل عدم مشيئته سبحانه العودهم فيها ، وفرع على قوله تعالى : (وسع) الخ بعد أن فسره بما فسره محالية مشيئته العود لكن لطفا وهو وجه فى الآية ، ولعل ما ذهبت اليه فيها أولى ، ولا يرد. على تقدير العود مفعولا للمشيئة أنه ليس لذكر سعة العلم بعد حينئذ كبير معني ، بل كان المناسب ذكر شمول