انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٥

٣٥ تفسير قوله تعالى: آيات) مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين) الخ في الضفادع فتبلغ إلى حلقه فاذا أراد أن يتكلم يشب الضفدع فيدخل فى فيه ، وكانت تشب في قدورهم فتفسد عليهم طعامهم وتطفى نيرانهم، وإذا أضطجع أحدهم ركبته حتى تكون عليه ركاما فلا يستطيع أن ينقلب وإذا أراد أن يأكل سبقته إلى فيه ولا يعجن عجينا إلا امتلا منها ففزعوا اليه عليه السلام وتضرعوا فأخذ عليهم العهود والمواثيق ودعا فكشف الله تعالى عنهم ذلك فتقضوا العهد ، فأرسل الله تعالى عليهم الدم فسال النيل عليهم دما عبيطا وصارت مياههم دماء فكان فرعون يجمع بين القبطى والاسرائيلي في إناء واحد فيكون ما يلي الاسرائيلي ماء وما يلى القبطى دما ويقومان إلى الجرة فيها الماء فيخرج للقبطى دم والاسرائيلي ما. حتى إن المرأة من آل فرعون تأتى المرأة من بني إسرائيل فتقول لها اسقينى ما فتصب لها من قربتها فيصير في الاناء دما حتى كانت تقول : اجعليه في فيك ثم مجيه في في فتفعل ذلك فيصير دما وقال ابن أسلم : إن الدم الذى سلط عليهم كان الرعاف ) آيات ) حال من الأشياء المتقدمة * و مفصلات) مبينات لا يشك عاقل أنها آيات إلهية لا سحر ما يزعمون ، أو ميزا بعضها من بعض منفصلة بالزمان لامتحان أحوالهم وكان بين كل اثنين منها شهر وكان امتداد كل واحدة منها شهرا ما أخرج ذلك ابن المنذر عن ابن عباس ، وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : كانت الآيات التسع في تسع سنين في كل سنة آية ، وأخرج أحمد في الزهد وغيره عن نوف الشامى قال : مكث موسى عليه السلام في آل فرعون بعد ما غلب السحرة عشرين . سنة يريهم الآيات الجراد والقمل الخ فأبوا أن يسلمواه وفي رواية أبى الشيخ عن ابن عباس أنه مكث عليه السلام بعد أن غلب أربعين سنة يريهم ماذكر ، ورأيت في مسامرات الشيخ ابن العربي قدس سره أن موسى عليه السلام مكث ينذر آل فرعون ستة عشر شهر إلى أن أغرقوا فأدخلوا ناراً ولم ينتفعوا بما رأوا من الآيات ( فَاسْتَكْبَرُوا عن الايمان بها . ) وكانوا قوما مجرمين ١٣٣ ) جملة معترضة مقررة مضمون ما قبلها ولما وقع عليهم الرجزكم أى العذاب المذكور على التفصيل كما روى عن الحسن . وقتادة . ومجاهد ؛ و (لما ) لا تنافى التفصيل والتكرير كما لا يخفى * وعن أبي عبد الله رضى الله تعالى عنه أنه أصابهم ثاج أحمر لم يروه قبل فهلك منهم كثير ، وعن ابن جبير أنه الطاعون ، وقد ورد إطلاقه عليه في حديث أسامة بن زيد المرفوع وهو الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فاذا سمعتم به فى أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بهافلا تخرجوا فرارا منه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أمر موسى عليه السلام بني إسرائيل فقال : ليذبح كل منكم كبشائم ليخضب كفه في دمه ثم ليضرب على بابه ففعلوا ، فقال القبط لهم : لم تجعلوا هذا الدم على أبوابكم ؟ قالوا : إن الله تعالى يريد أن يرسل عليكم عذابا فسلم وتهلكون ، قال القبط : فما يعرفكم الله تعالى إلا بهذه العلامة ؟ قالوا : هكذا أمرنا نبينا ، فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفا فأمسوا وهم لا يتدافنون ، والمعنى على الأول أنهم كلما وقع عليهم عقوبة من العقوبات المذكورة * قَالُوا يَا مُوسَى ) في كل مرة على القول بأن المراد بالرجز غير ما تقدم أنه لما وقع عليهم الثلج المهالك أو الطاعون الجارف قالوا ادع لنا ربك بما عهد عندك ) أى بعهده سبحانه عندك وهو النبوة لما قال أبو مسلم (فما ) مصدرية، 6