انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٤
تفسير روح المعاني

تفسیر روح المعانى من عذبوا به ، وهذان القولان ينجران إلى الخبر المرفوع ) والجراد ) هو المعروف واحده جرادة سمى به لجرده ما على الأرض ، وهو جند من جنود الله تعالى يسلطه على من يشاء من عباده ، وأخرج أبو داود وابن ماجه. والطبراني وغيرهم عن أبي زهير النميرى مرفوعا النهي عن مقاتلته معللا بما ذكر، وذكر البيهقي أن ذلك إن صح مراد به إذا لم يتعرض لافساد المزارع فاذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل أو أريد به الاشارة إلى تعذر مقاومته بذلك ، وأخرج أبو داود ومن معه عن سلمان قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله تعالى لا آكاه ولا أحرمه» وزعم أنه مخلوق من ذنوب ابن آدم مؤول والقمل بضم القاف وتشديد الميم قيل : هو الدبى وهو الصغار من الجراد ولا يسمى جرادا الا بعد نبات أجنحته ، وروى ذلك عن ابن عباس . ومجاهد . وقتادة والسدى ، وقيل : هو القردان جمع القراد المعروف ، وقيل : صغار الذر، وعن حبيب بن أبي ثابت أنها الجعلان ، وعن ابن زيد قال: زعم بعض الناس أنها البراغيث ، وعن سعيد ابن جبير أنها السوس وهى الدابة التي تكون فى الحنطة وغيرها، ويسمى قملا بفتح فسكون وبذلك قرأ الحسن والضفادع ) جمع ضفدع كزبرج، وجعفر . وجندب ودرهم وهذا أقل أو مردود الدابة المائية المعروفة والدم ) معروف و تشديد (1) داله لغة . فكشف وروى أن موسى عليه السلام ما رأى من فرعون وقومه العناد والاصرار دعا وقال : يارب إن فرعون علا في الأرض وإن قومه قد نقضوا العهد رب فخذهم بعقوبة تجعلها عليهم نقمة ولقومى عظة ولمن بعدهم آية وعبرة فأرسل الله تعالى عليهم المطر ثمانية أيام فى ظلمة شديدة لم يستطع أحد لها أن يخرج من بيته فدخل الماء بيوتهم حتى قاموا فيه إلى تراقيهم ولم يدخل بيوت بنى اسرائيل منه قطرة وكانت مشتبكة في بيوتهم وفاض الماء على أرضهم وركد فمنعهم من الحرث والتصرف ودام ذلك الماء عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا ذلك ونحن نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه عنهم فنبت من العشب والكلا مالم يعهد مثله قبله ، فقالوا: ما كان هذا الماء الانعمة علينا فلم يؤمنوا . فبعث الله تعالى عليهم الجراد فأكل زرو عهم وثمارهم وأبوابهم وسقوفهم وثيابهم وأمتعتهم حتى أكل مسامير الحديد التي في الابواب ولم يصب بنى اسرائيل من ذلك شيء فعجو اوضجوا إلى موسى عليه السلام ، وقالوا له نما قالوا أولا فخرج عليه السلام إلى الصحراء فاشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجع إلى النواحي التي جاء منها ، وقيل : جاءت ريح فألقته فى البحر فلم يؤمنوا ، فسلط الله تعالى عليهم القمل فأكل ما أبقى الجراد وكان يدخل بين ثوب أحدهم وجلده فيمصه وإذا أراد أن يأكل طعاما امتلاء قملا ، وقال ابن المسيب: ابتلوا بالسوس فكان الرجل منهم يخرج بعشرة أجربة إلى الرحى فلا يرد الابثلاثة أقفزة منها وأخذ حواجبهم وأشفار عيونهم وسائر شعورهم وفعل فى جلودهم ما يفعله الجدرى ومنعهم النوم والقرار ففرعوا إلى موسى عليه السلام فرفع عنهم ، فقالوا : قد تحققنا الآن أنك ساحر ، فأرسل الله تعالى عليهم الضفادع فامتلات بيوتهم وأفنيتهم وأمتعتهم وآنيتهم منها فلا يكشف أحد إناء إلا وجدها فيه ، وكان الرجل يجلس (١) قوله وتشديد داله لغة كذا بخطه اه