انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٣

تفسير قوله تعالى: (وقالوا مهما تأثنا به من آية ) الخ ٣٣ بعضهم يعلم ولكن لا يعمل بمقتضى عليه ) وَقَالُوا ) شروع فى بيان بعض آخر مما أخذوا به من فنون العذاب التي هي في أنفسها آيات بينات وعدم ا ارعوائهم عماهم عليه من الكفر و العناد أي قالوا بعد ما رأوا ما رأوا من العصا والسنين ونقص الثمرات مهما تأتينا به ) كلمة مهما بما اختلف فيها فقيل هي كلمة برأسها موضوعة لزيادة التعميم . وقيل : هى مركبة من مه اسم فعل للكف إما باق على معناه أو مجرد عنه وما الشرطية . وقال الخليل : أصلها ما ما على أن الاولى شرطية والثانية ابهامية متصلة بها لزيادة التعميم فقلبت ألف ما الاولى ها. فرارا من بشاعه التكرار ، وأسلم الاقوال كما قال غير واحد القول بالبساطة . وفي حاشية التسهيل لا بن هشام ينبغى من قال بالبساطة أن يكتب مهما بالياء ولمن قال أصلها ماما أن يكتبها بالالف، وفى الشرح وكدا اذا قيل أصلها مه ما . وتعقب ذلك الشمني بأن القائلين بالأصلين المذكورين متفقون على أن مهما أصل آخر فما ينبغى فى كتب آخرها على القول الأول ينبغى على القول الثانى ، وفيه نظر * و هي اسم شرط لا حرف على الصحيح، ومحلها الرفع هنا على الابتداء وخبرها إما الشرط أو الجزاء أو هما على الخلاف ، أو النصب على أنها مفعول به لفعل يفسره ما بعد أى أى شيء تحضره لدينا تأتنا به ، ومن الناس من جوز مجيئها في محل نصب على الظرفية ، وشدد الزمخشرى الانكار عليه فى الكشاف ، وذكر ابن المنير أنه غر القائل بظر فيتها كلام الخليل أو شبهها بمتى ما ، وخالف ابن مالك فى ذلك وقال: إنه مسموع عن العرب كقوله : وإنك مهما تعظ بطنك سؤله وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا و يوافقه كما قال الشهاب استعمال المنطقيين لها بمعنى كلما وجعلها سور الكلية فانها تفيد العموم كما صرحوا به وليس من مخترعاتهم ما توهم ، وأنت تعلم أن كونها هنا ظرفا ما لا ينبغى الاقدام عليه بوجه الإباء قوله تعالى : من آية ) عنه لأنه بيان لمهم وليس بزمان ، وتسميتهم إياها آية من باب المجارا قلموسى عليه السلام والاستهزاء بها مع الاشعار بأن هذا العنوان لا يؤثر فيهم والافهم ينكرون كونها آية في نفس الامر ويزعمون أنها سحر كما ينبئ عنه قولهم ( لتسحرنا بها ) والضمير ان المجروران راجعان إلى مهما، وتذكير الأول لرعاية جانب اللفظ لا بهامه ، وتأنيث الثانى للمحافظة على جانب المعنى لأنه إنما رجع اليه بعد ما بين باية ، وادعى ابن هشام أن الأولى عود الضمير الثانى إلى آية ، ولعله راعى القرب والذاهب إلى الأول راعى أن (آية) مسوقة للبيان فالاولى رجوع الضمير على المفسر المقصود بالذات وإن كان المال واحدا أى لتسحر بتلك الآية أعيننا و تشبه علينا ( فَمَا نَحْنُ لَكَ بمؤمنينَ ١٣٢ ) أي بمصدقين لك ومؤمنين بنبوتك أصلا ( فَأَرْسَلْنا عليهم ) عقوبة الجرائمهم لاسيما قولهم هذا الطوفان ) أى ماطاف بهم وغشى أماكنهم وحروثهم من مطر أو سيل فهو اسم جنس من الطواف ، وقيل : إنه فى الاصل مصدر كنقصان ، وهو اسم لكل شيء حادث يحيط بالجهات . ويعم كالماء الكثير والقتل الذريع والموت الجارف ، وقد اشتهر في طوفان الماء وجاء تفسيره هنا بذلك في عدة روايات عن ابن عباس ، وجاء عن عطاء. ومجاهد تفسيره بالموت ، وأخرج ذلك ابن جرير و غيره عن عائشة رضى الله تعالى عنها مرفوعا ، وعن وهب بن منبه أنه الطاعون بلغة اليمن وعن أبي قلابة أنه الجدرى، وهم أول . ( م - ٥ - ج - ٩- تفسير روح المعاني)