تفسير قوله تعالى : (أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ) الخ أو منصوب على جواب الاستفهام كما ينصب بعد الفاء ، وعلى ذلك قول الحطيئة : ألم اك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والاخاء ٢٩ و المعنى كيف يكون الجمع بين تركك موسى عليه السلام وقومه مفسدين في الارض وتركهم إياك الخ أي لا يمكن وقوع ذلك ، وقرأ الحسن . ونعيم بن ميسرة بالرفع على أنه عطف على ( تذر ) أو استئناف أو حال بحذف المبتدأ، أى وهو يذرك لأن الجملة المضارعية لا تقترن بالواو على الفصيح ، والجملة على تقدير الاستئناف معترضة مؤكدة لمعنى ما سبق ، أى تذره وعادته تركك ، ولا بد من تقدير هو على ما قال الطيبي كما في احتمال الحال ليدل على الدوام، وعلى تقدير الحالية تكون مقررة لجهة الاشكال . وعن الاشهب أنه قرأ بسكون الراء ، وخرج ذلك ابن جنى على أنه تركت الضمة للتخفيف ما في قراءة أبي عمرو ( يأمركم) باسكان الراء استقلالا للضمة عند توالى الحركات ، واختاره أبو البقاء ، وقيل : إنه عطف على ما تقدم بحسب المعنى ، ويقال له فى غير القرآن عطف التوهم ، كأنه ، قيل: يفسدوا ويذرك كقوله تعالى : ( فأصدق وأكن من الصالحين ) ( وَ الهَتَكَ ) أى معبوداتك . يروى أنه كان يعبد الكواكب فهى آلهته وكان يعتقد أنها المربية للعالم السفلى مطلقا وهو رب النوع الانسانى ، وعن السدى أن فرعون كان قد اتخذ لقومه أصناما وأمرهم بأن يعبدوها تقربا اليه ، ولذلك قال : ( أنار بكم الأعلى ) وقيل : إنه كانت له بقرة يعبدها و كان إذا رأى بقرة حسنة أمر قومه بعبادتها ، ولذلك أخرج السامرى لبنى إسرائيل عجلا وهو رواية ضعيفة عن ابن عباس ، وقال سليمان التيمي : بلغنى أنه كان يجعل فى عنقه شيئا يعبده ، وأمر الجمع عليه يحتاج إلى عناية وقرأ ابن مسعود . والضحاك . ومجاهد . والشعبي و ( إلهتك ( كعبادتك لفظا ومعنى فهو مصدر * وأخرج غير واحد عن ابن عباس أنه كان ينكر قراءة الجمع بالجمع ويقرأ بالمصدر ويقول : إن فرعون كان يعبد ولا يعبد، ألا ترى قوله : (ما علمت لكم من إله غيرى ) ومن هنا قال بعضهم : الاقرب أنه كان دهر يا منكرا للصانع ، وقيل : الالهة اسم للشمس وكان يعبدها ؛ وأنشد أبو على : . وأعجلانا الالهة أن توبا .
قال كم مجيبا لهم وسنقتل ابناءهم وتستحي نساءهم ما كنا نفعل بهم ذلك من قبل ليعلم أنا على ما كنا عليه من القهر والغلبة، ولا يتوهم أنه المولود الذى حكم المنجمون والكهنة بذهاب ملكنا على يده . وقرأ ابن كثير . ونافع ( سنقتل ) بالتخفيف والتضعيف كما فى موتت الابل . وانا فوقهم قهرون ١٢٧ ) أى غالبون كما كنا لم يتغير حالنا وهم مقهورون تحت أيدينا ، وكان فرعون قد أنقطع طمعه عن قتل موسى عليه السلام فلم يعد الملا بقتله لما رأى من علو أمره وعظم شأنه وكأنه لذلك لم يعد بقتل قومه أيضا ، والظاهر على ماقيل : إن هذا من فرعون بيان لأنهم لا يقدرون على أن يفسدوا في الارض وايذان بعدم المبالاة بهم وأن أمرهم فيما بعد كأمرهم فيما قبل وأن قتلهم عبث لا ثمرة فيه ، وذكر الطبي ° أنه من الاسلوب الحكيم وإن صدر من الاحمق ، وأن الجملة الاسمية والتذييل لما قبلها فافهم . ) قَالَ مُوسى لقومه ) تسلية لهم حين تضجروا مما سمعوا بأسلوب حكيم ( استعينوا بالله وَاصْبَرُوا ) على ما سمعتم من الاقاويل الباطلة و إن الأرض الله ( أى أرض صر أو الارض مطلقاً وهي داخلة فيها دخولا أوليا E