انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٤
تفسير روح المعاني

٢٤ المعاني تفسير روح ظهرتز من زرادشت على المشهور، وهو إنما جاء بعد موسى عليه السلام، واسم رئيسهم كما قال مقاتل :شمعون وقال ابن جريج : هو يوحنا، وقال ابن الجوزى نقلا عن علماء السير : أن رؤساء هم سابور وعازور وحطحط ومصفى ( قَالُوا ) استئناف بياني ولذا لم يعطف كأنه قيل : فماذا قالوا له عند مجيتهم إياه ؟ فقيل : قالوا الخ، - OF وهذا أولى مما قيل إنه حال من فاعل جاءوا أى جاءوا قائلين و إن لنا لأجراً ) أى عوضا وجزاء عظيما . 1.00 for ) إن كُنَّا نَحْنُ الْعَلبِينَ ١١٣ ) والمقصود من الاخبار إيجاب الاجر واشتراطه كأنهم قالوا : بشرط أن تجعل لنا أجرا إن غلبنا ، ويحتمل أن يكون الكلام على حذف أداة الاستفهام وهو مطرد ، ويؤيد ذلك أنه قرأ ابن عامر وغيره ( أئن ( باثبات الهمزة وتوافق القراءتين أولى من تخالفهما ؛ ومن هنا رجح الواحدى هذا الاحتمال ، وذكر الشرط المجرد تعيين مناط ثبوت الاجر لا لترددهم فى الغلبة ، وقيل : له ، وتوسيط الضمير - tour وتحلية الخبر باللام للقصر ، أى كنا نحن الغالين لاموسى عليه السلام ) قال نعم ) إن لكم الاجرا . وإنكم من المقربين ١١٤ ) عطف على مقدر هو عين الكلام السابق الدال عليه حرف الايجاب ، ويسمى مثل هذا عطف التلقين ، ومن قال إنه معطوف على السابق أراد ماذكرنا ، والمعنى إن لكم الأجرا وإنكم مع ذلك لمن المقربين ، أى إنى لا اقتصر لكم على العطاء وحده وأن لكم معه ماهو أعظم منه وهو التقريب والتعظيم لأن من أعطى شيئاً إنما يتهناً به ويغتبط إذا نال معه الكرامة والرفعة ، وفى ذلك من المبالغة في الترغيب والتحريض مالا يخفى ، وروى عن الكلبي أنه قال لهم : تكونون أول من يدخل مجلسى وآخر من يخرج عنه قَالُوا ) استئناف كنظيره السابق ( يموسى إما أن تلقى ( ما تلقى أولا ( وَإِما أَن تَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ١١٥) لما تلقى أولا أو الفاعلين للالقاء أولا خيروه عليه السلام بالبدء بالالقاء مراعاة للادب ولذلك كما قيل من الله تعالى عليهم بما من ، أو اظهاراً للجلادة وأنه لا يختلف عليهم الحال بالتقديم والتأخير ، ولكن كانت رغبتهم في التقديم كما ينبئ عنه تغيير هم للنظم بتعريف الخبر وتوسيط ضمير الفصل وتوكيد الضمير المستتر ، والظاهر أنه وقع في المحكى كذلك بما يرادفه ، وقول الجلال السيوطي : إن الضمير المنفصل إما أن يكون فصلا أو تأكيداً ولا يمكن الجمع بينهما لأنه على الأول لا محل له من الاعراب وعلى الثانى له محل كالمؤكد وهم لما لا يخفى . وفرق الطيبي بين كون الضمير فصلا وبين كونه توكيدا بأن التوكيد يرفع التجوز عن المسند اليه فيلازم التخصيص من تعريف الخبر ، أي نحن نلقى البتة لا غيرنا ، والفصل يخصص الالقاء بهم لتخصيص المسند بالمسنداليه فيعرى عن التوكيد ، وتحقيق ذلك يطلب من محله وقال أى موسى عليه السلام وثوقا بشأنه وتحقيراً لهم وعدم مبالاة بهم ( ألقوا ) أنتم ما تلقون أولا ، وبما ذكرنا يعلم جواب ما يقال : إن القاءهم معارضة للمعجزة بالسحر وهي كفر والامر به مثله فكيف أمرهم وهو هو ؟ وحاصل الجواب أنه عليه السلام علم أنهم لا بد وأن يفعلوا ذلك ، وإنما وقع التخيير في التقديم والتأخير لما صرح به في قوله سبحانه في آية أخرى : ( أول من ألقى) الجوز لهم التقديم لالاباحة فعلهم بل لتحقيرهم، وليس هناك دلالة على الرضا بتلك المعارضة ، وقد يقال أيضاً : إنه عليه السلام إنما أذن لهم لبطل سحرهم فهو ابطال للكفر بالآخرة وتحقيق المعجزته عليه السلام ، وعلى هذا