انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦
تفسير روح المعاني

تفسير روح المعانى " يجعل ذلك مقصودا بالذات كالأول بل جعل صلة الموصول المحذوف عائده أى الذي كذبوه إيذانا بأنه بين في نفسه ، وإنما المحتاج إلى البيان عدم إيمانهم بعد تواتر البينات الباهرة وتظاهر المعجزات الظاهرة التي كانت تضطرهم إلى القبول لو كانوا من ذوى العقول ، والموصول الذى تعلق به الايمان والتكذيب إيجابا وسلبا عبارة عن جميع الشرائع التي جاء بها كل رسول أصولها وفروعها وإن كان المحكي جميع أحوال كل قوم منهم فالمراد على ماقيل بما ذكر أولا كفرهم المستمر من حين مجيء الرسل عليهم السلام إلى آخر أمرهم وبما أشير إليه آخر أتكذيبهم قبل مجيئهم فلا بد من جعل الموصول عبارة عن أصول الشرائع التي لا تقبل التبدل والتغير و اجتمعت الرسل قاطبة عليها ودعوا الامم اليها كلمة التوحيد ولوازمها ومعنى تكذيبهم بها قبل محى. الرسل أنهم كانوا يسمعونها من بقايا من قبلهم فيكذبونها لا أن العقل يرشد اليها و يحكم بها ويخالفونه ثم كانت حالهم بعد مجيء الرسل اليهم كحالهم قبل كأن لم يبعث اليهم أحد و تخصيص التكذيب وعدم الايمان بماذكر من الأصول لظهور حال الباقى بدلالة النص فانهم حين لم يؤمنوا بما اجتمعت عليه كافة الرسل فلان لا يؤمنوا بما تفرد به بعضهم أولى ، وعدم جعل هذا التكذيب مقصودا بالذات لما أنه ليس مدار العذاب بل مداره التكذيب بعد البعثة كما يفصح عنه قوله تعالى : (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وإنما ذكر ما وقع قبلها بيانالعراقتهم في الكفر والتلاب ، وقيل : المراد بما أشير اليه آخرا تكذيبهم الذى أسروه يوم الميثاق ، وروى ذلك عن أبي بن كعب. والربيع . والسدى . ومقاتل . واختاره الطبري . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما عن مجاهد أن الآية على حد قوله تعالى: ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) فالمعنى ما كانوالو أهلكناهم ثم احيينا هم ليؤمنوا بما كذبوا قبل إهلاكهم ، وعلى هذا فالمراد بالموصول جميع الشرائع أصولها وفروعها وفيه من المبالغة في إصرارهم وعتوهم مالا يخفى إلا أنه في غاية الخفاء ، وأيا ما كان فالضمائر الثلاثة متوافقة في المرجع ، وقيل ضمير (كذبوا ) راجع إلى أسلافهم ، والمعنى فما كان الأبناء ليؤمنوا بما كذب به الآباء، ولا يخفى ما فيه من التعسف ، وذهب الأخفش إلى أن الباء سببية وما مصدرية والمعنى عليه لما قبل: فما كانوا ليؤمنوا الآن أي عند مجيء الرسل لما سبق منهم من التكذيب الذي ألفوه و تمر نموا عليه قبل مجيثهم أو لم يؤمنوا قط واستمروا على تكذيبهم لما حصل منهم من التكذيب حين مجىء الرسل. كذلك ) أى مثل ذلك الطبع الشديد المحكم ) يطبع الله على قلوب الكفرين ١٠١ ) اى قلوبهم فوضع المظهر موضع المضمر ليدل على أن الطبع بسبب الكفر وإلى هذا يشير كلام الزجاج وصرح به بعضهم ، ويجوز ولعله الأولى أن يراد بالكافرين ما يشمل المذكورين وغيرهم وفي ذلك من تحذير السامعين مالا يخفى وإظهار الاسم الجليل بطريق الالتفات لتربية المهابة وإدخال الروعة ( وَمَا وَجَدْنَا لأكثرهم ) أى أكثر الأمم المذكورين ، ووجد متعدية لواحد و اللام متعلقة بها كما في قولك: ما وجدت لزيد مالا أى ما صادفت له مالا ولا لقيته أو بمحذوف كما قال أبو البقاء وقع حالا من قوله تعالى: هو من عهد ) لأنه في الأصل صفة للكرة فلما قدمت عليها انتصبت حالا ومن مزيدة للاستغراق وجوز أن تكون وجد علمية والأول أظهر، والكلام على تقدير مضاف أى ما وجدنا وفاء عهد كائن لا كثر هم فانهم نقضو اما عاهدوا عليه الله تعالى . مساس البأساء والضراء قائلين لئن أنجيتنا من هذه النكونن من الشاكرين، والى هذا ذهب قتادة وتخصيص عند 1-00